توقيت القاهرة المحلي 19:43:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجميلة والفهم

  مصر اليوم -

الجميلة والفهم

بقلم - د. محمود خليل

سألته عن الحرب التى تدور رحاها بين العراق وإيران (1980- 1988) فرد عليها قائلاً: أنا عاوز أنصحك نصيحة تحافظى بيها على شبابك وجمالك.. إوعى تحاولى تفهمى حاجة.. دار هذا الحوار بين أحمد زكى ونورا فى أحد مشاهد فيلم «أربعة فى مهمة رسمية»، والهدف منه بالطبع هو الكوميديا والإضحاك، لأن الفهم فى الأول والآخر يضىء سبل الحياة، بغض النظر عن كلفته، وكل مفيد فى الحياة له كلفته، حتى ولو كانت هماً وغماً يذهب بالجمال والرونق.

الكاتب الكبير محمد دوارة مؤلف فيلم «أربعة فى مهمة رسمية» ومخرجه على عبدالخالق أنتجا هذا العمل عام 1987، فى ذروة اشتعال الحرب العراقية الإيرانية، ولم تكن وسائل الإعلام وقتها بالتعددية المعروفة حالياً، ولم تكن الإنترنت قد دخلت الخدمة بعد، ومواقع التواصل الاجتماعى فى رحم الغيب.

بطلة الفيلم كانت تبحث عمن يمنحها أى معلومة عن الحرب تساعدها على توقع مصير شقيقها الذى سافر إلى العراق ولم يعد.

تُرى لو أعيد بناء المشهد فى عصرنا الحالى هل ستكون البطلة فى حاجة إلى من يساعدها على فهم رحى الحرب التى تدور هنا أو هناك؟

أظن أن حاجتها إلى الفهم ستظل قائمة، رغم سيول المعلومات التى أصبحت تتدفق من كل حدب وصوب، من المحطات الإخبارية فى التليفزيون، ومنصات التواصل الاجتماعى، ومواقع الإنترنت وغير ذلك.

فالمعلومات تبدو متضاربة فى أحيان، ومغرضة تعكس مصالح من يقف وراء بثها فى أحيان أخرى.

فالمعلومة لم تعد محايدة، بل تعكس فى أغلب الأحيان غرضاً معيناً، وأحياناً ما يتم الدفع ببعض المعلومات الزائفة بين المعلومات الصحيحة لتحقيق أهداف معينة يتغياها صاحب الخدمة.

حاجة بطلة فيلم «أربعة فى مهمة رسمية» إلى الفهم سوف تظل قائمة، رغم تعدد وتنوع الروافد التى يمكن أن تحصل منها هى وغيرها على المعلومات.

ليس معنى ذلك بالطبع التهوين من قيمة نتاج تكنولوجيا المعلومات، لكنها دعوة للتفكير فى بعض التأثيرات الجانبية التى تنتج عنها، وسعى بعض الأفراد والجهات إلى توظيفها عكس الهدف منها.. العلم مهم.. والمعلومات جوهر من جواهر الحياة الأكثر توازناً واتزاناً.. لكن بشرط أن يستخدم العلم لصالح الإنسان، وليس كأداة لاستغلاله أو سحقه.

وأن تستخدم المعلومات كأداة لترشيد حياة الإنسان وتحسين مستوى معيشته، وليس كأداة لتضليله أو تعريته والوصول إليه وتحويله إلى مجرد هدف بيعى أو ربحى.العلم قد يؤدى فى أحوال إلى الغم، والحكمة قد تؤدى إلى الهم، ولكن يبقى أن ذلك يقع فى أحوال وفقط.

ولكن فى أغلب الأوقات لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون علم ومعرفة، أو يتحرك بدون غطاء معلوماتى، وتظل الحكمة دائماً أكبر ثروة يمكن أن يحوزها إنسان، لأنها تمثل الأساس الذى يبنى عليه القرار الراشد، والأكثر تحقيقاً لمصالح الفرد والجماعة.مؤكد أن حال بطلة فيلم أربعة فى مهمة رسمية ستكون أفضل لو فهمت بشكل دقيق ما يحدث حولها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجميلة والفهم الجميلة والفهم



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon