توقيت القاهرة المحلي 22:36:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجميلة والفهم

  مصر اليوم -

الجميلة والفهم

بقلم - د. محمود خليل

سألته عن الحرب التى تدور رحاها بين العراق وإيران (1980- 1988) فرد عليها قائلاً: أنا عاوز أنصحك نصيحة تحافظى بيها على شبابك وجمالك.. إوعى تحاولى تفهمى حاجة.. دار هذا الحوار بين أحمد زكى ونورا فى أحد مشاهد فيلم «أربعة فى مهمة رسمية»، والهدف منه بالطبع هو الكوميديا والإضحاك، لأن الفهم فى الأول والآخر يضىء سبل الحياة، بغض النظر عن كلفته، وكل مفيد فى الحياة له كلفته، حتى ولو كانت هماً وغماً يذهب بالجمال والرونق.

الكاتب الكبير محمد دوارة مؤلف فيلم «أربعة فى مهمة رسمية» ومخرجه على عبدالخالق أنتجا هذا العمل عام 1987، فى ذروة اشتعال الحرب العراقية الإيرانية، ولم تكن وسائل الإعلام وقتها بالتعددية المعروفة حالياً، ولم تكن الإنترنت قد دخلت الخدمة بعد، ومواقع التواصل الاجتماعى فى رحم الغيب.

بطلة الفيلم كانت تبحث عمن يمنحها أى معلومة عن الحرب تساعدها على توقع مصير شقيقها الذى سافر إلى العراق ولم يعد.

تُرى لو أعيد بناء المشهد فى عصرنا الحالى هل ستكون البطلة فى حاجة إلى من يساعدها على فهم رحى الحرب التى تدور هنا أو هناك؟

أظن أن حاجتها إلى الفهم ستظل قائمة، رغم سيول المعلومات التى أصبحت تتدفق من كل حدب وصوب، من المحطات الإخبارية فى التليفزيون، ومنصات التواصل الاجتماعى، ومواقع الإنترنت وغير ذلك.

فالمعلومات تبدو متضاربة فى أحيان، ومغرضة تعكس مصالح من يقف وراء بثها فى أحيان أخرى.

فالمعلومة لم تعد محايدة، بل تعكس فى أغلب الأحيان غرضاً معيناً، وأحياناً ما يتم الدفع ببعض المعلومات الزائفة بين المعلومات الصحيحة لتحقيق أهداف معينة يتغياها صاحب الخدمة.

حاجة بطلة فيلم «أربعة فى مهمة رسمية» إلى الفهم سوف تظل قائمة، رغم تعدد وتنوع الروافد التى يمكن أن تحصل منها هى وغيرها على المعلومات.

ليس معنى ذلك بالطبع التهوين من قيمة نتاج تكنولوجيا المعلومات، لكنها دعوة للتفكير فى بعض التأثيرات الجانبية التى تنتج عنها، وسعى بعض الأفراد والجهات إلى توظيفها عكس الهدف منها.. العلم مهم.. والمعلومات جوهر من جواهر الحياة الأكثر توازناً واتزاناً.. لكن بشرط أن يستخدم العلم لصالح الإنسان، وليس كأداة لاستغلاله أو سحقه.

وأن تستخدم المعلومات كأداة لترشيد حياة الإنسان وتحسين مستوى معيشته، وليس كأداة لتضليله أو تعريته والوصول إليه وتحويله إلى مجرد هدف بيعى أو ربحى.العلم قد يؤدى فى أحوال إلى الغم، والحكمة قد تؤدى إلى الهم، ولكن يبقى أن ذلك يقع فى أحوال وفقط.

ولكن فى أغلب الأوقات لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون علم ومعرفة، أو يتحرك بدون غطاء معلوماتى، وتظل الحكمة دائماً أكبر ثروة يمكن أن يحوزها إنسان، لأنها تمثل الأساس الذى يبنى عليه القرار الراشد، والأكثر تحقيقاً لمصالح الفرد والجماعة.مؤكد أن حال بطلة فيلم أربعة فى مهمة رسمية ستكون أفضل لو فهمت بشكل دقيق ما يحدث حولها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجميلة والفهم الجميلة والفهم



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon