توقيت القاهرة المحلي 20:32:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما هاشم فؤاد

  مصر اليوم -

دراما هاشم فؤاد

بقلم - د. محمود خليل

شخصية غنية درامياً كان الدكتور هاشم فؤاد، درامية إلى حد أن البعض يذهب إلى أن الروائى الكبير إحسان عبدالقدوس استدعاها فى روايته «أنف وثلاث عيون»، التى تحولت إلى فيلم سينمائى، ولا يوجد دليل على ذلك اللهم إلا فى اختيار اسم البطل «هاشم»، وبعض الإشارات إلى ما تمتع به الدكتور هاشم من وسامة وتأثير خاص على بنات حواء، وهى أمور لا علاقة لأحد بها، لأنها تتصل بالحياة الشخصية لرجل ناجح، كان من الطبيعى أن يكون محط إعجاب الكثيرين، خصوصاً من الجنس الآخر.

فى كل الأحوال لم يكن الدكتور هاشم فؤاد تركيبة عادية، وما تمتع به من جاذبية وهيبة لم يكن منبعهما اعتسافاً أو اصطناعاً، بل كانت سمات أصيلة فيه ترتكن إلى منظومة قدرات امتاز بها الرجل على المستويات العلمية والمهنية والإدارية، ورغم ما تمتعت به شخصيته من هيبة وحضور، إلا أنه فى المقابل عرف كيف يكون إنساناً مع طلابه ومع من يعملون معه، من أصغرهم إلى أكبرهم.

يحكى بعض الطلاب الذين تتلمذوا على يد المرحوم هاشم فؤاد بكلية الطب، خلال فترتى السبعينات والثمانينات، أنه لم يبِع مؤلفه المهم فى الأنف والأذن والحنجرة لطالب طب، سواء بكلية طب قصر العينى أو غيرها من كليات الطب، فبمجرد أن يقدم الطالب كارنيه «طب» للمكتبة كان يحصل على الكتاب بالمجان، وفى عيادته لم يكن طالب من طلابه أو أى من أقربائه من الدرجة الأولى (خصوصاً الوالد والوالدة) ثمن الكشف، وذلك فى وقت كان هاشم فؤاد يأتيه المرضى من كل أنحاء الدول العربية.

يحكى بعض طلبته أيضاً أنه كان يجازى العمال بقصر العينى على أى إهمال فى العمل بالخصم من المرتب، ثم يعطيهم ما خصمه منهم من جيبه بعد ذلك.بدا هاشم فؤاد، فى هذا الأداء الإنسانى مع تلامذته ومن يعملون معه وكذلك مرضاه، متأثراً بتجربة الحكيم الثانى الذى حكيت لك حكايته، وهو الدكتور أنور المفتى، فالحس الإنسانى عند هذه الأجيال كان عالياً، ويمثل ملمحاً أساسياً من ملامح ناجحيهم، خلافاً لأجيال أخرى من الأطباء، لم تكن واعية أو مكترثة بالقدر الكافى بهذا الجانب الإنسانى، وركبت قطار الطب من محطة «الاستثمار»، مثله فى ذلك مثل العديد من المهن الأخرى بالطبع.

الكل يعترف لهاشم فؤاد بالإنسانية رغم ما اشتهر به من صرامة وحسم ناتجين عن شعوره بذاته.

وشعور هاشم فؤاد بذاته كان كبيراً، وجانب العظمة فى هذا الشعور تجلى فى ثباته وقوته أمام الكبار ذوى القدرة والنفوذ، لأنه لم يكن يطمح إلى أى منصب -مثلاً- يستمد منه حيثيته وكينونته، فهو يستمدهما من ذاته، وفى المقابل كان الرجل ودوداً أشد الود هيناً ليناً أمام الأضعف منه، يحيطه بعطفه ودعمه قدر ما تيسر له الظروف.. هذه التركيبة هى التى جعلت «هاشم فؤاد» يزهد فى منصب وزير الصحة، الذى كان يمثل فى السبعينات والثمانينات حلماً لكبار أساتذة الطب فى مصر، فقد كان يرى أن موقعه كأستاذ جامعى مرموق، وكمهنى ناجح لا ينافسه أحد فى تخصصه، يمثل بالنسبة له قيمة أهم بكثير من الموقع الوزارى.إنها دراما حياة يمكن وصفها بـ«دراما هاشم فؤاد»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما هاشم فؤاد دراما هاشم فؤاد



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon