توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما هاشم فؤاد

  مصر اليوم -

دراما هاشم فؤاد

بقلم - د. محمود خليل

شخصية غنية درامياً كان الدكتور هاشم فؤاد، درامية إلى حد أن البعض يذهب إلى أن الروائى الكبير إحسان عبدالقدوس استدعاها فى روايته «أنف وثلاث عيون»، التى تحولت إلى فيلم سينمائى، ولا يوجد دليل على ذلك اللهم إلا فى اختيار اسم البطل «هاشم»، وبعض الإشارات إلى ما تمتع به الدكتور هاشم من وسامة وتأثير خاص على بنات حواء، وهى أمور لا علاقة لأحد بها، لأنها تتصل بالحياة الشخصية لرجل ناجح، كان من الطبيعى أن يكون محط إعجاب الكثيرين، خصوصاً من الجنس الآخر.

فى كل الأحوال لم يكن الدكتور هاشم فؤاد تركيبة عادية، وما تمتع به من جاذبية وهيبة لم يكن منبعهما اعتسافاً أو اصطناعاً، بل كانت سمات أصيلة فيه ترتكن إلى منظومة قدرات امتاز بها الرجل على المستويات العلمية والمهنية والإدارية، ورغم ما تمتعت به شخصيته من هيبة وحضور، إلا أنه فى المقابل عرف كيف يكون إنساناً مع طلابه ومع من يعملون معه، من أصغرهم إلى أكبرهم.

يحكى بعض الطلاب الذين تتلمذوا على يد المرحوم هاشم فؤاد بكلية الطب، خلال فترتى السبعينات والثمانينات، أنه لم يبِع مؤلفه المهم فى الأنف والأذن والحنجرة لطالب طب، سواء بكلية طب قصر العينى أو غيرها من كليات الطب، فبمجرد أن يقدم الطالب كارنيه «طب» للمكتبة كان يحصل على الكتاب بالمجان، وفى عيادته لم يكن طالب من طلابه أو أى من أقربائه من الدرجة الأولى (خصوصاً الوالد والوالدة) ثمن الكشف، وذلك فى وقت كان هاشم فؤاد يأتيه المرضى من كل أنحاء الدول العربية.

يحكى بعض طلبته أيضاً أنه كان يجازى العمال بقصر العينى على أى إهمال فى العمل بالخصم من المرتب، ثم يعطيهم ما خصمه منهم من جيبه بعد ذلك.بدا هاشم فؤاد، فى هذا الأداء الإنسانى مع تلامذته ومن يعملون معه وكذلك مرضاه، متأثراً بتجربة الحكيم الثانى الذى حكيت لك حكايته، وهو الدكتور أنور المفتى، فالحس الإنسانى عند هذه الأجيال كان عالياً، ويمثل ملمحاً أساسياً من ملامح ناجحيهم، خلافاً لأجيال أخرى من الأطباء، لم تكن واعية أو مكترثة بالقدر الكافى بهذا الجانب الإنسانى، وركبت قطار الطب من محطة «الاستثمار»، مثله فى ذلك مثل العديد من المهن الأخرى بالطبع.

الكل يعترف لهاشم فؤاد بالإنسانية رغم ما اشتهر به من صرامة وحسم ناتجين عن شعوره بذاته.

وشعور هاشم فؤاد بذاته كان كبيراً، وجانب العظمة فى هذا الشعور تجلى فى ثباته وقوته أمام الكبار ذوى القدرة والنفوذ، لأنه لم يكن يطمح إلى أى منصب -مثلاً- يستمد منه حيثيته وكينونته، فهو يستمدهما من ذاته، وفى المقابل كان الرجل ودوداً أشد الود هيناً ليناً أمام الأضعف منه، يحيطه بعطفه ودعمه قدر ما تيسر له الظروف.. هذه التركيبة هى التى جعلت «هاشم فؤاد» يزهد فى منصب وزير الصحة، الذى كان يمثل فى السبعينات والثمانينات حلماً لكبار أساتذة الطب فى مصر، فقد كان يرى أن موقعه كأستاذ جامعى مرموق، وكمهنى ناجح لا ينافسه أحد فى تخصصه، يمثل بالنسبة له قيمة أهم بكثير من الموقع الوزارى.إنها دراما حياة يمكن وصفها بـ«دراما هاشم فؤاد»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما هاشم فؤاد دراما هاشم فؤاد



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon