توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحج على «طريق الخطر»

  مصر اليوم -

الحج على «طريق الخطر»

بقلم - محمود خليل

مآسٍ كثيرة تعرضت لها مواكب الحج والحجيج، مآسٍ تدلل لك على عظم هذه الشعيرة فى حياة المسلمين، والتى كانت تدفع المؤمن على الرغم منها إلى قصد بيت الله الحرام وتلبية نداء الله.

من هذه المآسى -على سبيل المثال- ما حدث عام 266 هجرية، حين وثبت طائفة من الأعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها، وأصاب الحجيج منهم شدة وبلاء شديد وأمور كريهة.

وسنة 269 هجرية -فى عصر «ابن طولون»- قطع الأعراب على الحجيج الطريق وأخذوا منهم خمسة آلاف بعير بأحمالها.

لم تكن هجمات الأعراب هى المصدر الوحيد للخطر على مواكب الحجيج، بل أحياناً ما كانت تقع حوادث قدرية يذهب الحجيج ضحيتها، مثلما حدث مع حجاج مصر عام 349 هجرية، حين كانوا فى طريق عودتهم من مكة فنزلوا وادياً فجاءهم سيل، فأخذهم فألقاهم فى البحر عن آخرهم.

وكثيراً ما كانت تخرج مواكب الجمال التى تحمل الحجيج على ظهورها، دون أن تصل إلى مكة، إما بسبب موت الجمال على الطريق الطويل الذى تسير فيه، فيهلك الحجيج بعدها، وربما حبسهم عن الذهاب إلى الحج فى موعده حصار الأعراب لهم، فلا يكون أمامهم إلا العودة إلى ديارهم دون أن يؤدوا الفريضة التى تاقت نفوسهم إليها.

مخاطر الحج كانت عديدة ومتنوعة أيام «مواكب الجمال» التى تسلك الطرق البرية، لكن الفرحة بأداء المناسك كانت تطغى فى العديد من الأحوال على أى خوف، خصوصاً داخل محروسة مصر المحمية، التى امتازت عن غيرها من الدول الإسلامية، بالعديد من الطقوس الخاصة المرتبطة بالحج، فقد كان سلطان مصر هو المسئول الأول عن رعاية الحرمين الشريفين، وخصوصاً فى العصر المملوكى، وحتى بعد سيطرة العثمانيين وأيلولة رعاية الحرمين إلى إسطنبول، كانت كسوة الكعبة تخرج من مصر، وكان موكب المحمل أحد المعالم التى أبهرت كل من زارها، مثل المستشرق الإنجليزى إدوارد ويليام لين الذى زار مصر خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر.

يشير «لين» إلى أن البدء فى إعداد كسوة الكعبة كان يتم عقب عيد الفطر مباشرة، أى آخر الأسبوع الأول من شوال لتكون جاهزة أواخر الأسبوع الرابع من شوال، حين ينطلق موكب المحمل من ميدانى قرة ميدان والرميلة أسفل القلعة، ليخترق بعدها شوارع القاهرة، وسط فرحة الأهالى الذين يخرجون لمشاهدته، يبدأ الموكب بمدفع ميدان صغير، يستخدم لإطلاق إشارة الرحيل، ثم تظهر فرق الفرسان المسئولة عن حمايته، ويحضر الزفة الكبرى الدراويش الذين يحركون رؤوسهم يميناً وشمالاً هاتفين: «عرفات يا الله» و«الله الله بالسلامة» (وكأن أغنية إلى عرفات الله مشتقة من هذه الهتافات)، وتدق الطبول وتصدح الصفافير، ويشارك فى الاحتفال أيضاً أئمة المذاهب الأربعة. ويظهر فى صدارة الموكب أمير الحج والجمال التى تحمل أمتعته.

يصل موكب المحمل أخيراً إلى منطقة بركة الحاج، وهى منطقة تجمع الحجاج من مصر، وكذلك الحجاج المارون فى طريقهم إلى مكة بمصر.

ومنطقة بركة الحاج تقع حالياً فى الشمال الشرقى من حى المطرية، وحدد «لين» أنها تبعد 11 ميلاً عن وسط القاهرة.

فى هذه النقطة يلتقى الحجيج مع موكب المحمل لتبدأ القافلة فى التحرك من هناك فى السابع والعشرين من شوال، ويدوم السفر 37 يوماً كاملة، ما يعنى أن الحجيج فى زمن الجمال كانوا يصلون إلى الأراضى المقدسة قبل وقفة عرفات بأربعة أيام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحج على «طريق الخطر» الحج على «طريق الخطر»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon