توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سَقْط «الخروف» حلويات

  مصر اليوم -

سَقْط «الخروف» حلويات

بقلم - محمود خليل

 

ورث أصحاب المسامط بحى «الناصرية» موقع «المجمع العلمى» الشهير الذى شيده الفرنسيون أثناء حملتهم على مصر (1798- 1801)، وبدلاً من الأقسام التى توزعت عليها أنشطة المجمع العلمى أيام الحملة، ما بين الرياضيات، والعلوم الطبيعية، والاقتصاد، والآداب والفنون، توزعت المواقع الأشهر داخل حى الناصرية، خلال حقبتى الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى، على المسامط الشهيرة.

وقد تعمد أصحابها أن يختاروا لها أسماء مثيرة لافتة وشديدة الغرابة، واقتدوا فى ذلك بأحد بائعى الفول المشهورين بحى السيدة، أطلق على محله اسم أحد الحيوانات الشهيرة بمصر، ولفّت شهرته بهذا الاسم كافة الأنحاء، رغم أن المسألة بالنسبة له لم تكن أكثر من لقب عائلى.

بدلاً من بيت قاسم بك وحسن كاشف جركس وإبراهيم كتخدا السنارى أصبحت محلات «السمين» أو «الحلويات» بحى الناصرية هى الأشهر، يطلق ذلك على محله اسماً نطلقه على «البطة»، وهذا يطلق على محله «عضمة» أو «كارع» أو كذا أو كذا، وحظيت هذه المحال أو المطاعم بشهرة كبيرة، بسبب اعتمادها على خلطات إعداد متميزة.

بالإضافة إلى قدرتها على جذب الطبقة المتوسطة، بل وطوابير من أبناء الطبقة الغنية، وأحياناً ما كان يرتادها المشاهير ونجوم المجتمع، وبمرور الوقت بدأ الفقراء فى الامتناع التام عن الظهور فى مشاهد أكل السمين أو الحلويات أو سَقط الحيوانات، على الرغم من أنهم كانوا أول المكتشفين لها.

كأن الانتقام مما أتاه الأهالى من بسطاء المحروسة ضد المجمع العلمى الذى أنشأه الفرنسيون بمصر، حين ثاروا ثورتهم الأولى ضد الحملة، جاءهم بدءاً من الثمانينات من القرن العشرين، فقد هاجم المصريون المجمع العلمى الفرنسى خلال ثورتهم عدة مرات.

ويحكى «الجبرتى» أن العامة هاجموا وقت الثورة أحد البيوت التى كان بها شىء كثير من آلات الصنائع والنظارات الغريبة والآلات الفلكية والهندسية والعلوم الرياضية وغير ذلك، مما هو معدوم النظير، فبدد ذلك كله العامة وكسروه قِطعاً، وصعب ذلك على الفرنسيس جداً، وقاموا مدة طويلة يفحصون تلك الآلات، ويجعلون لمن يأتيهم بها عظيم الجعالات.

ها هى الأكلات الشعبية تحل محل الآلات والنظارات والفلكيات، وها هى المحال التى تبيعها تغزو العديد من أنحاء مصر، ومن العجيب أن أغلبها ظهر داخل الأحياء التى شهدت ثورة القاهرة الأولى والثانية ضد الحملة الفرنسية، مثل الناصرية وقناطر السباع (السيدة زينب) وبولاق والأزهر والحسينية وغيرها.

ولم تعد المحال تقتصر على بيع أكلات شهيرة مثل الفول والسمين، بل امتدت مع تطور الشعبويات والأكلات الشعبية إلى أنواع عديدة من الوجبات.

كل محل جديد يفتح لبيع بضاعة شعبية جديدة بأسعار مربحة، وهى التى كانت تباع بالأمس بملاليم، كان يختار لنفسه اسماً مثيراً، حتى ولو كان «هوهو» أو «نونو» وغير ذلك، ويجتهد فى إيجاد طقس جديد فى الأكل، بدءاً من الفرش فى الشارع إلى الأكل على السيارات، أو حتى الأكل على الأرصفة، وهكذا.

أصبح سَقط الخروف «فاكهة» ومعه ارتفع كل «سَقط».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سَقْط «الخروف» حلويات سَقْط «الخروف» حلويات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon