توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيد النفحات

  مصر اليوم -

عيد النفحات

بقلم - د. محمود خليل

فى كتاب «سر حياتى» الذى يحكى سيرة حياة رجل الأعمال الراحل «محمود العربى» -عليه رحمة الله- بقلم الأستاذ «خالد صالح»، حكى صاحب السيرة أن محطته الأولى التى امتطى فيها قطار العمل التجارى ترافقت مع عيد الفطر المبارك، حين استطاع ادخار 30 قرشاً طلب من أحد إخوته أن يشترى له بها «بلالين وبمب وحرب أطاليا»، وصباح يوم العيد فرش الطفل «محمود العربى» بضاعته على مصطبة أمام بيتهم بقرية «أبورقبة»، ومع انتهاء أيام العيد كانت البضاعة كلها قد نفدت وربح صاحبها 10 قروش، فأصبح الثلاثون قرشاً أربعين.

أيام رمضان وأيام العيد بطبيعتها أيام ملهمة.. ولو أنك فتشت فى السير الذاتية لكثير من المبدعين ورجال الأعمال الناجحين فسوف تجد أن هذه الأيام كانت بالنسبة لهم ملهمة وغنية بالأفكار والخطوات الناجحة. هذا الملمح تجده حاضراً فى حياة رجل الأعمال الشهير «محمود العربى» الذى رحل عن الحياة عام 2021. فقد ولد كما يحكى فى سيرته يوم «وقفة عرفات»، أى عشية عيد الأضحى المبارك عام 1932، وبدأت رحلته فى العمل التجارى والصناعى خلال أيام عيد الفطر المبارك، ولم يكن قد جاوز حينها السادسة من عمره.

كثير من الناجحين الذين تقترن خطوات نجاحهم بالمواسم الدينية، مثل رمضان أو عيد الفطر أو عيد الأضحى، يتولد لديهم قناعة بفكرة «النفحات»، لأنه إذا كان لله تعالى فى أيامه نفحات، فإن أيام المواسم الدينية هى الأجدر بهذه النفحات.. وهناك حديث يقول: «إن لربكم فى أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها.. لعل أحدكم أن تدركه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً». والمتأمل لسيرة «العربى» وهو يحكى يشعر بأنه كان من المؤمنين بهذه الفكرة، وأن ثمة أياماً مباركة قد يصادف المرء فيها نفحة من الله تسعده العمر كله.

قد يرى البعض أن هذا الكلام مجاف للعقل، وأن الاجتهاد هو أصل النجاح.. وليس ثمة من خلاف على أن الاجتهاد سر النجاح، لكن إيمان الإنسان بوجود قوة أكبر تسنده وتسانده وتذلل له العقبات التى تقابله فى طريقه يمنحه نوعاً من الاطمئنان الذى يساعده على الاجتهاد الأعمق والأقوى فى الحياة. فاطمئنان النفس يقوى الساعد، وينعش العقل بالتفكير الإيجابى الجيد، ويملأ القلب بالثقة، وكل هذه الأمور مطلوبة للمجتهدين فى دروب الحياة.

أيضاً لا بد أن نأخذ فى الاعتبار أن الشخص الذى تتغلف حياته بالإيمان، ويتمكن من قلبه الإحساس بالطمأنينة بالله، يكون أسرع من غيره إلى عمل الخير، والتجربة العملية تقول إن رجال الأعمال الذين تبنوا هذا الفكر كان عطاؤهم على المستوى الخيرى كبيراً، واللافت أن هذا التوجه لا يرتبط برجال أعمال دون غيرهم، بل ينطبق على الجميع، بغض النظر عن المعتقد أو اللغة أو الواقع الاجتماعى الذى يعمل فيه. فكرة الخير مرتبطة بتركيبة إنسانية بالأساس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد النفحات عيد النفحات



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon