توقيت القاهرة المحلي 09:13:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«اللامعقول» يكسب

  مصر اليوم -

«اللامعقول» يكسب

بقلم - د. محمود خليل

الكثير من الأفكار التى كانت تصنف ضمن «اللامعقول» فى الماضى أصبحت معقولة وواردة وممكنة فى زماننا الحالى.

فى الماضى كانت «الفكرة المطرقعة» شكلاً من أشكال اللامعقول ومحلاً للسخرية.. هل تذكر مسلسل «فرصة العمر» لمحمد صبحى؟ بإمكانك أن تسترجع شخصية «على بيه مظهر» وهو يفرقع بفمه وأصبعه فى الهواء أثناء الحديث عن الفكرة التى سوف تأخذه «هوب فوق».. وهل تذكر مسلسل «عيون» للرائع العظيم فؤاد المهندس؟ استرجع شخصية المنتصر بالله وهو يتحدث عن مشروعاته الجهنمية «كبريت كومبانى.. وعرقسوس كومبانى» وكيف أنها ستأتيه بأرباح مهولة دون أن يستثمر فيها شيئاً.

أفكار اللامعقول التى احتضنها الماضى على منصات السخرية أصبحت قائمة وموجودة بل ومربحة على منصات التواصل الاجتماعى. بعض الأفكار الساذجة وجدت لنفسها سبيلاً على منصات التواصل، وأشكال مختلفة من المحتوى غير الجاد وجدت مساحة جماهيرية كبيرة عليها أيضاً.

وليس من المبالغة أن نقول إن المحتوى الجاد، مثل المحتوى الذى يقدمه الخبراء والمتخصصون وحمَلة الشهادات والمتميزون علمياً ومعرفياً، لا تكثر زبائنه على مواقع التواصل الاجتماعى، ولا يقبل عليه إلا من يحتاجه. على سبيل المثال المحتوى الطبى لا يقبل عليه إلا من يجد نفسه بحاجة إليه، وكذلك المحتوى العلمى، وغيره. الجماهيرية تتحقق للمحتوى التافه المثير الذى يخاطب الغرائز أكثر مما يخاطب العقل، ويسطح الطرح الذى يقدمه للقضايا والمشكلات. ولولا ذلك لما أقبل الناس عليه.

غالبية الناس تتعرض للمحتوى غير الجاد بشكل عرضى.. انظر حولك وسوف تجد الكثير من الأفراد يمسكون بأجهزة التليفون الخاصة بهم ويقلبون الشاشة بأصابعهم، وينتقلون من محتوى إلى محتوى، والمحتوى الذى يستوقفهم يشاهدونه، جزئياً أو كلياً، بمعنى قد يشاهد جزءاً من الفيديو أو يتمه كاملاً، وكلما كان المحتوى غير جدى، أو حتى غير معقول من أوله إلى آخره، أغرى ذلك بمشاهدته.

قياساً على ذلك تحولت العديد من الأخلاقيات التى كانت فى الماضى غير معقولة أو مستهجنة إلى أخلاقيات معقولة ومقبولة. حالياً نسمع ونشاهد -على منصات مختلفة- حوارات حول الإجهاض، تطرح وتناقش وجهة نظر تقول إن الفتاة التى تخطئ لا بد من مساعدتها على الإجهاض، وعلى أن تعود إلى حالتها الأولى، وبرر الطبيب ذلك بأنه يحمى طفلاً من أن يولد بلا أب يعترف به، وفتاة من أن يفتك بها ذووها، وهكذا.. لم يعد هناك اكتراث بالمعقول الذى كان يؤخذ فى الاعتبار فى الماضى، مثل أهمية التربية، وحماية الفتاة من أن تقع فى مثل هذه المآزق، أو التنبه إلى ما يمكن أن يترتب على زيجة تتأسس على الخداع من نتائج.. اللامعقول بات يناقش ويطرح، وأفكار أخطر من ذلك تطرح أيضاً وتعالج، بل إن كل ما هو شاذ بات يجد لنفسه سوقاً أكثر رواجاً هذه الأيام، بما فى ذلك ما هو شاذ أخلاقياً وسلوكياً.

فكر «اللامعقول» الذى أصبح معقولاً يمثل إحدى المنصات التى انطلقت منها حالة السُعار الأخلاقى وتسميم الواقع المعيشى للأفراد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«اللامعقول» يكسب «اللامعقول» يكسب



GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام و«بهلوان» يوسف إدريس

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon