توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أشقوان»

  مصر اليوم -

«أشقوان»

بقلم - د. محمود خليل

«أشقوان» اسم عجيب.. أظنه كذلك، وما أكثر الأسماء العجيبة التى يختزنها تاريخنا، مثل صخر ونار وحرب وغيرها، وكذلك واقعنا مثل «مناع» و«الشحات» وغيرهما.

سمعت اسم «أشقوان» أول ما سمعته فى فيلم «آه يا ليل يا زمن» للراحلة الجميلة «وردة» والفنان الراحل الكبير رشدى أباظة.. وكان اسماً لأمير قام بتجسيد شخصيته -بعبقرية- الراحل الجميل «سمير غانم»، «سمير» كان ضيف شرف فى الفيلم، إذ لم يظهر إلا فى هذا المشهد، لكنه عرف كيف يطبعه فى ذاكرة المشاهدين.

«أشقوان» فى فيلم «آه يا ليل يا زمن» يقدم لنا شخصية أمير «مُدّعى» و«مهياص»، فهو يدّعى أمام مَن حوله والملتفين حول «أمواله» أنه موسيقار كبير، ومؤلف موسيقى عظيم، يأخذ هذه السيمفونية أو تلك لأحد الموسيقيين العالميين، ثم يعزفها أمام ضيوفه، ليصفقوا له بحرارة، رغم أن جلهم يعلم أن السيفونية مسروقة رسمى، وهو من ناحيته يكذب الكذبة على نفسه وعلى الناس، ثم يكون أول من يصدقها.

«أشقوان» كان «مهياصاً» أيضاً يحب الغرق فى متع الحياة، يساعده على ذلك ماله الكثير، وكان يجد السماسرة الذين يأتون إليه بما يحب ويشتهى، مقابل العمولة السخية التى يقبضونها منه. أحدهم كان إلياس -الرائع عادل أدهم- الذى أتى له بفاتن هانم الجميلة بنت الأصول، التى كانت تغنى فى البار الذى يملكه، وسلمها له نظير رزمة من الدولارات، لكن صاحبة النفس الأبية الحريصة على كرامتها، رفضت أن تسلم نفسها لذلك «الأشقوان» الذى اعتاد على شراء كل شىء بماله، وأوقعته أرضاً وداست على ماله وعبرت، فى حين حاول هو إدراكها فى مشهد شديد الكوميدية والدلالة، دون أن يفلح فى ذلك.

فيلم «آه يا ليل يا زمن» مأخوذ عن قصة لإحسان عبدالقدوس تحكى مأساة فتاة ابنة باشا من باشوات مصر الملكية، وما تعرضت له من مشكلات بعد قيام حركة يوليو 1952، والتى تحولت فيما بعد إلى ثورة، كان من ضمنها الموقف الذى عاشته مع الأمير «أشقوان» الذى ساقها إليه السمسار «إلياس» الذى لا يعرف له أحد ملة أو جنسية.

عاش «أشقوان» بماله وفى ماله حتى غرق فيه، اشترى به أشياء كثيرة، لكنه عجز عن توظيفه فى شراء بشر كانوا يعلمون قيمتهم وجدارتهم بالحياة وفى الحياة، رغم أن جيبهم كان خالياً من أى مال، مثل فاتن ابنة الأصول، التى أبت أن تكون سلعة يحصل عليها «أشقوان» مقابل حفنة من المال.

المال السهل الرخيص سبب من أسباب الشقاء فى الحياة وإشقاء أهلها، ذلك ما تقوله شخصية «أشقوان».. فالمال كان فى يده كثير، وكان ذلك سراً من أسرار شقائه، بعد أن أصبحت شغلته فى الدنيا هى شراء كل شىء به، بما فى ذلك المجد والتاريخ، لقد سرق إبداع غيره ونسبه إلى نفسه، وحمى عالم سرقته التى يعلمها الجميع بما يملكه من مال، وبعد أن أشبع نفسه شقاء التفت إلى الآخرين فأشقاهم معه بماله، إلا من رحم الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أشقوان» «أشقوان»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon