توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كشف المستور

  مصر اليوم -

كشف المستور

بقلم - د. محمود خليل

يقول الله تعالى: «وتلك الأيام نداولها بين الناس».. تشير هذه الآية الكريمة إلى الدنيا التى لا تثبت على حال، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة. فالفرد يبدأ رحلته فى الحياة طفلاً يافعاً يسعى فى الحياة تحت رعاية الآخرين، ثم يصير شاباً قوياً يعتمد عليه من كانوا يرعونه بالأمس، ثم يصير رجلاً، ثم شيخاً بالياً فانياً. الدول أيضاً تمر بالمراحل نفسها، فهى تبدأ نامية، ثم تقوى، وتصل إلى قمة النُّضج، ثم يبدأ منحناها فى الهبوط حتى يصل إلى القاع. وإذا كان من الوارد أن يموت الإنسان فجأة، فإن الأمر يختلف بالنسبة للدول، فالإنذار بتضعضُعها يبرق فى سمائها تلو الإنذار، لكن لا يكترث به أحد، لأن النهايات عادة ما تقترن بنوع من الخداع، ينكر معه من يظنون أن الدنيا سوف تخلد لهم، أو أنهم خالدون فوق ظهرها علامات النهاية، ويظلون كذلك حتى قبل دقائق من الانهيار، أو حتى تدهمهم لحظة السقوط.

قبل سنوات قليلة من انهيار الدولة الأموية، كان الأمويون يخادعون أنفسهم، أمارات وعلامات كثيرة كانت تبرق فى سماء حكمهم الذى تواصل لـ90 عاماً تؤشر إلى قُرب السقوط، وبدلاً من تصحيح مسيرتهم وإقامة المعوج فى أدائهم، بادروا إلى الإنكار، ودفسوا رؤوسهم فى الرمل مثل النعام، وتركوا كل شىء على حاله حتى استيقظوا على قعقعة الانهيار.

والمتأمل لرحلة سقوط الدولة الأموية -أو غيرها من الدول- يجد عجباً. ولست أدرى هل يمكن أن تتّفق أو تختلف معى إذا قلت لك إن أولى علامات السقوط جاءت مع تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة، وهو الرجل الملقب بخامس الخلفاء الراشدين، فقد تولى «عمر» الحكم قبل ما يقرب من 30 عاماً من سقوط الدولة، وشاء الله أن يكشف عورة هذه الدولة التى قامت على مبدأ «الاستبداد بالقوة» و«قهر معارضيها».

عمر بن عبدالعزيز نفسه كان يقهر معارضيه، وقد فعلها ذات مرة مع خبيب بن عبدالله بن الزبير، حين اعترض على هدم حجرات زوجات النبى، يوم أن كان عمر والياً على المدينة وأراد توسعة المسجد النبوى، وقال لعمر: ناشدتك الله يا عمر أن تذهب بآية من كتاب الله، تقول: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات)، فأمر به فضُرب مائة سوط، ونضح بالماء البارد، فمات، وكان يوماً بارداً. فعل حكام بنى أمية السابقون لعمر بن عبدالعزيز أكثر من ذلك مع معارضيهم، واستبدوا كثيراً بالقرار، لكنهم لم يكونوا مثل عمر فى الاعتراف بأخطائهم، الذى كان يُردّد بعد أن فعل ذلك: من لى بخبيب؟!

اعترف عمر بن عبدالعزيز أيضاً بأخطاء الدولة، التى كان أحد خلفائها، وأنها أخذت الحكم بالغلبة، واستبدت بأمر الناس، لذلك يشير الكثيرون إلى أنه لم يُحدد من يخلفه فى الحكم، لأنه لم يكن يقبل بفكرة الملك العضوض (الوراثى).

لقد كشف الرجل المسكوت عنه -أو المستور- فى مسيرة الدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كشف المستور كشف المستور



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon