توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محنة الشيخ «رفعت»

  مصر اليوم -

محنة الشيخ «رفعت»

بقلم - د. محمود خليل

عاش الشيخ «محمد رفعت» عزيزاً بالقرآن الكريم، وربّى أولاده على العزة بالقرآن، فأبى وأبوا قبول التبرعات الضخمة التى قدرها البعض بـ25 ألف جنيه، والبعض بـ50 ألف جنيه، وردوا شاكرين للناس محبتهم للشيخ وتقديرهم لشخصه، واكتفوا بتوجيه نداء إلى الأطباء الذين يستشعرون القدرة على علاج (الزغطة) حتى يزوروا الشيخ رفعت ولهم من الله والوطن عظيم الأجر. لقد فعل الشيخ وأسرته ذلك رغم ما كانوا يمرون به من ضغوط عنيفة لتدبير العلاج للشيخ، واحتياجات الحياة. كانت الإذاعة قد تجاهلت بث تسجيلات للشيخ فى أواخر أيامه رغم علم القائمين عليها بحاجته إلى المال، وقررت إذاعة تسجيل واحد له كل شهر مقابل 5 جنيهات فقط، كانت تمثل كل دخل الأسرة.دفعت الضغوط المعيشية الشيخ إلى تأجير دورين بمنزله بحى «البغالة» بالسيدة زينب، ويحكى زوج ابنته الدكتور عبده فراج أنه يوم أن اضطر إلى تأجير الدور الثانى ليستعين بالإيجار على مطالب العيش والعلاج لازم غرفته أسبوعاً كاملاً أمضاه فى البكاء، ويوم أن اضطر إلى تأجير الطابق الأرضى كان الحزن يملأ حياته والكآبة تخيم عليه. وأصعب شىء على شخصية كريمة اليد عفيفة النفس شديدة العطف على الآخرين، مثل شخصية الشيخ رفعت، أن تعانى كل هذه المعاناة فى كبرها، وفى زمان ضعفها.. أيام موجعة عديدة عاشها الشيخ. والعجيب أنك تجد فى بعض الكتابات التى تعرضت لحياة الشيخ حديثاً عن علاقة ربطته بمشاهير نجوم عصره، مثل محمد عبدالوهاب، وأم كلثوم، وغيرهما، لكننى لم أقرأ أو حتى أسمع عن تحرك أى من هذه الشخصيات لمساندته فى محنته أواخر أيامه، أو فى أقل تقدير تحريك أجهزة الدولة، وعلى رأسها الإذاعة، للقيام بواجبها.حدثت رجة كبيرة بعد المقالات التى نشرها الأستاذ «أحمد الصاوى محمد»، خصوصاً بعد أن ألمح فى كتاباته إلى أن الإذاعة دفعت ألف جنيه كاملة مقابل ثلاث أغان فى سهرة، فى الوقت الذى كانت تحاسب فيه الشيخ رفعت بالمليم والسحتوت. وكان لا بد للمسئول عن إدارة الإذاعة أن يرد، وهو فى ذلك الوقت محمد قاسم بك، وقد رد فى البداية على ما نشر فى مجلة المصور حول الحالة الصحية للشيخ رفعت، وعلق قائلاً: «إن رجال الإذاعة، وأنا أحدهم يقدرون مواهب فضيلة الأستاذ الشيخ محمد رفعت، ويضرعون إلى الله أن يعجل له بالشفاء، وقد أحزنتنى حالة الشيخ، ولم أكن أعرف حقيقتها، قبل أن تنشر مجلة المصور عنها، فعملت على إذاعة أحد شريطيه المسجلين، مرة فى كل أسبوع، ورفعت إلى المجلس الأعلى للإذاعة مذكرة لرفع أجر إذاعة الشريط من خمسة جنيهات إلى سبعة ونصف جنيه، ولكنى أعد «المصور» بالعمل على رفعه إلى عشرة جنيهات. ومما يحزننى أن الإذاعة لا تملك مما أذاعه الشيخ إلا شريطين اثنين. أحدهما لجزء من سورة مريم والثانى لجزء من سورة الكهف. وقد علمت من سعيد باشا لطفى أنه حاول حينما كان يشرف على الإذاعة إقناع الشيخ بتسجيل إذاعاته على أشرطة، وبذل فى ذلك جهداً كبيراً، لكن فضيلة الشيخ رفض رفضاً باتاً تحت تأثير ابنه الأكبر، فقد ظن أن الإذاعة قد تستغنى عن دعوته للإذاعة اكتفاء بأشرطته.كما أرسل «قاسم بك» مدير محطة الإذاعة رداً شبيهاً إلى الأستاذ «أحمد الصاوى» بجريدة الأهرام، كرر فيه نفس الكلام، وعاتبه على قسوته فى نقد موقف الإذاعة من الشيخ «رفعت»، وتشير الكاتبة الصحفية «دعاء أحمد» فى موضوعها الذى نشرته على «بوابة الأهرام» إلى أن الأستاذ «الصاوى» رد على كلام «قاسم» بجزء من رسالة أرسلها أنجال الشيخ إليه للرد على ما ذكره، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة تسجيل القرآن على أشرطة بصوت الشيخ محمد رفعت، وإلحاح سعيد باشا لطفى على الشيخ فى ذلك، وأن المسألة تعطلت بسبب محمد الابن الأكبر للشيخ الذى خشى أن تستغنى الإذاعة عن تلاواته بمجرد تسجيل أشرطة له.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محنة الشيخ «رفعت» محنة الشيخ «رفعت»



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon