توقيت القاهرة المحلي 21:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محنة الشيخ «رفعت»

  مصر اليوم -

محنة الشيخ «رفعت»

بقلم - د. محمود خليل

عاش الشيخ «محمد رفعت» عزيزاً بالقرآن الكريم، وربّى أولاده على العزة بالقرآن، فأبى وأبوا قبول التبرعات الضخمة التى قدرها البعض بـ25 ألف جنيه، والبعض بـ50 ألف جنيه، وردوا شاكرين للناس محبتهم للشيخ وتقديرهم لشخصه، واكتفوا بتوجيه نداء إلى الأطباء الذين يستشعرون القدرة على علاج (الزغطة) حتى يزوروا الشيخ رفعت ولهم من الله والوطن عظيم الأجر. لقد فعل الشيخ وأسرته ذلك رغم ما كانوا يمرون به من ضغوط عنيفة لتدبير العلاج للشيخ، واحتياجات الحياة. كانت الإذاعة قد تجاهلت بث تسجيلات للشيخ فى أواخر أيامه رغم علم القائمين عليها بحاجته إلى المال، وقررت إذاعة تسجيل واحد له كل شهر مقابل 5 جنيهات فقط، كانت تمثل كل دخل الأسرة.دفعت الضغوط المعيشية الشيخ إلى تأجير دورين بمنزله بحى «البغالة» بالسيدة زينب، ويحكى زوج ابنته الدكتور عبده فراج أنه يوم أن اضطر إلى تأجير الدور الثانى ليستعين بالإيجار على مطالب العيش والعلاج لازم غرفته أسبوعاً كاملاً أمضاه فى البكاء، ويوم أن اضطر إلى تأجير الطابق الأرضى كان الحزن يملأ حياته والكآبة تخيم عليه. وأصعب شىء على شخصية كريمة اليد عفيفة النفس شديدة العطف على الآخرين، مثل شخصية الشيخ رفعت، أن تعانى كل هذه المعاناة فى كبرها، وفى زمان ضعفها.. أيام موجعة عديدة عاشها الشيخ. والعجيب أنك تجد فى بعض الكتابات التى تعرضت لحياة الشيخ حديثاً عن علاقة ربطته بمشاهير نجوم عصره، مثل محمد عبدالوهاب، وأم كلثوم، وغيرهما، لكننى لم أقرأ أو حتى أسمع عن تحرك أى من هذه الشخصيات لمساندته فى محنته أواخر أيامه، أو فى أقل تقدير تحريك أجهزة الدولة، وعلى رأسها الإذاعة، للقيام بواجبها.حدثت رجة كبيرة بعد المقالات التى نشرها الأستاذ «أحمد الصاوى محمد»، خصوصاً بعد أن ألمح فى كتاباته إلى أن الإذاعة دفعت ألف جنيه كاملة مقابل ثلاث أغان فى سهرة، فى الوقت الذى كانت تحاسب فيه الشيخ رفعت بالمليم والسحتوت. وكان لا بد للمسئول عن إدارة الإذاعة أن يرد، وهو فى ذلك الوقت محمد قاسم بك، وقد رد فى البداية على ما نشر فى مجلة المصور حول الحالة الصحية للشيخ رفعت، وعلق قائلاً: «إن رجال الإذاعة، وأنا أحدهم يقدرون مواهب فضيلة الأستاذ الشيخ محمد رفعت، ويضرعون إلى الله أن يعجل له بالشفاء، وقد أحزنتنى حالة الشيخ، ولم أكن أعرف حقيقتها، قبل أن تنشر مجلة المصور عنها، فعملت على إذاعة أحد شريطيه المسجلين، مرة فى كل أسبوع، ورفعت إلى المجلس الأعلى للإذاعة مذكرة لرفع أجر إذاعة الشريط من خمسة جنيهات إلى سبعة ونصف جنيه، ولكنى أعد «المصور» بالعمل على رفعه إلى عشرة جنيهات. ومما يحزننى أن الإذاعة لا تملك مما أذاعه الشيخ إلا شريطين اثنين. أحدهما لجزء من سورة مريم والثانى لجزء من سورة الكهف. وقد علمت من سعيد باشا لطفى أنه حاول حينما كان يشرف على الإذاعة إقناع الشيخ بتسجيل إذاعاته على أشرطة، وبذل فى ذلك جهداً كبيراً، لكن فضيلة الشيخ رفض رفضاً باتاً تحت تأثير ابنه الأكبر، فقد ظن أن الإذاعة قد تستغنى عن دعوته للإذاعة اكتفاء بأشرطته.كما أرسل «قاسم بك» مدير محطة الإذاعة رداً شبيهاً إلى الأستاذ «أحمد الصاوى» بجريدة الأهرام، كرر فيه نفس الكلام، وعاتبه على قسوته فى نقد موقف الإذاعة من الشيخ «رفعت»، وتشير الكاتبة الصحفية «دعاء أحمد» فى موضوعها الذى نشرته على «بوابة الأهرام» إلى أن الأستاذ «الصاوى» رد على كلام «قاسم» بجزء من رسالة أرسلها أنجال الشيخ إليه للرد على ما ذكره، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة تسجيل القرآن على أشرطة بصوت الشيخ محمد رفعت، وإلحاح سعيد باشا لطفى على الشيخ فى ذلك، وأن المسألة تعطلت بسبب محمد الابن الأكبر للشيخ الذى خشى أن تستغنى الإذاعة عن تلاواته بمجرد تسجيل أشرطة له.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محنة الشيخ «رفعت» محنة الشيخ «رفعت»



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon