توقيت القاهرة المحلي 20:32:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاهي «العيد»

  مصر اليوم -

ملاهي «العيد»

بقلم - د. محمود خليل

دعني أعيد عليك حديثاً عن "الملاهي" التي كانت ولم تزل "فُسحة" شهيرة من فسح الأعياد.. الملاهي ساعة حظ ينسى فيها الشخص همومه ويخرج من عالمه إلى آفاق خيالية تخلعه من الواقع خلعاً.. إنها لعبة الترفيه التي يحتاج إليها الإنسان، والتي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، حين نصح المؤمن في الحديث الذي يقول: "ساعة وساعة".

فالنفوس إذا كلت ملت، ولذلك شرع الله تعالى الأعياد وجعلها -كما تعلم- بعد عبادتين شاقتين هما: عبادة الصوم التي يعقبها عيد الفطر، وعبادة الحج التي يليها عيد الأضحى.

الملاهي التي عرفها جيل الستينات والسبعينات كانت موجودة -على ما أذكر- إلى جوار "حديقة الحرية" بميدان التحرير، وقد أصبحت كل من الملاهي والحديقة أثراً بعد عين، وظهرت بدائل للملاهي بأماكن عدة سطعت شهرتها خلال فترة الثمانينات والتسعينات وما تلاهما.

لم يبق من أثر للملاهي القديمة إلا ما سجلته بعض الأعمال الفنية الكلاسيكية من مشاهد كانت الملاهي مسرحاً لها.

على سبيل المثال فيلم "يوم من عمري" لعبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت، مثلت الملاهي إطاراً لأغنية جميلة غناها عبد الحليم في الفيلم، كان عنوانها "ضحك ولعب وجد وحب"، ألفها مرسي جميل عزيز، ولحنها منير مراد، وهي أغنية اعتمدت على قالب "الفيديو كليب" قبل الزمان بزمان. أيضاً بنى الراحل وحيد حامد عدداً من المشاهد في مسلسل "أحلام الفتى الطائر" داخل مدينة الملاهي.

هناك أيضاً صورة غنائية شهيرة راجت خلال فترتي الستينات والسبعينات عنوانها: "مدينة الملاهي"، كتبها "بيرم التونسي"، ولحنها "عزت الجاهلي"، يقول مطلعها: "الدنيا تلاهي.. في مدينة الملاهي.. دايرة باللي فيها.. وانت عنها ساهي".. وتصور الكلمات البديعة التي كتبها عم "بيرم" الألعاب التي تتزاحم داخل الملاهي.

مدن الملاهي تطورت كثيراً خلال فترة الثمانينات وما بعدها، فلم تعد مجرد ألعاب، بل تمددت بداخلها ما يمكن تسميته بـ"صناعة الترفيه"، فكل ما يقع في سياق الترفيه أصبح يتوافر داخل "الملاهي"، من دور عرض سينمائي وكافيتريات وأنشطة فندقية وغير ذلك.

العجيب أن المشروعات عندما تتمدد تفقد زخم البهجة الذي كانت تتمتع به حين كانت محدودة المكان والأدوات. وللمسألة أصل علمي فالمشروع -أي مشروع- عندما يتجاوز حجماً معيناً يصاب بنوع من الترهل الذي يؤدي إلى فقدان السيطرة عليه، مما ينذر باختفائه، وكأن للمشروعات دورة حياة مثل الأفراد والأمم.

في هذا السياق نستطيع أن نفهم تراجع القيمة التي كانت تلعبها مدن الملاهي في حياتنا، فقد تمددت إلى نواح أخرى كثيرة غير الألعاب، وباتت أشبه بلعبة المتاهة، وهي إحدى الألعاب التي كانت شهيرة في الماضي داخل الملاهي.

هذا التمدد الذي زاد عن الحد المعقول، أفقد الملاهي زخم البهجة، وقلل من تأثيرها في حياة الناس في الأعياد، فالألعاب بات محلها الموبايل، الذي يجلس إليه الناس، ويلعبون على "القاعد"، وبصورة فردية.

ومع "القعدة" و"الفردية" تتوه البهجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاهي «العيد» ملاهي «العيد»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon