توقيت القاهرة المحلي 11:18:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على أعصاب اللعيبة

  مصر اليوم -

على أعصاب اللعيبة

بقلم - د. محمود خليل

إعلانات قنوات «بير السلم» تثير العجب، سواء على مستوى الموضوع أو المحتوى أو الأبطال، فعلى مستوى الموضوع حدّث ولا حرج، فهناك إعلانات عن أدوية، وأخرى عن بناء مساجد، وثالثة عن تعمير مساجد بمفروشات أو مكتبات أو خلافه، ورابعة عن سُقيا الماء، وخامسة عن جمع تبرّعات لمرضى بأمراض مكلفة العلاج، والحبل على الجرار. والمحتوى هو الآخر لا يخلو من تنوع، فبعضها يعتمد على محتوى وعظى يقوم به أئمة أو دعاة، وبعضها يعتمد على سرد التجربة الذاتية مع دواء أو منتج معين من خلال شخص عادى، وبعضها يوظّف نجوماً يحكون تجاربهم مع المادة المعلن عنها ويجتهدون، بما لهم من تأثير وقدرة على التمثيل، فى إقناع الجمهور بها.

عشرات القنوات تبث هذه الإعلانات ليل نهار.. بل قل إنها نشأت أصلاً من أجل بث هذه النوعية من الإعلانات، ويأتى المحتوى (الدرامى فى الأغلب) الذى تبثه على الهامش.. والإعلانات كما حكيت لك تشمل كل شىء، وهى تتفاوت فى مستواها ما بين إعلانات مخدومة، وإعلانات «متكروتة»، وهى تبدأ من أحاديث المساجد وتمتد حتى «أحاديث بخة» و«الرقية الشرعية» و«أم فلان التى تفك السحر» وخلافه.

طبعاً الإعلانات التى تتزاحم على هذه القنوات تمارس لعبة «بيع الموضوع عن بُعد»، بمعنى أنها تبيع لك الموضوع، بدءاً من الطفل الذى يحتاج علاجاً، وحتى الموبايل، أو الدواء، أو المسجد الذى يحتاج إلى دعم، عن بُعد، فأنت لا تدرى حقيقة الأمر، بل تجلس متفرّجاً على مشهد تم إعداد سكريبت قوى، يشتمل على مضمون قادر على التأثير فى أعصابك، وتم إخراجه بعناية شديدة حتى يؤتى أكله ويسحب المال من جيبك وأنت راضٍ مرضى. أنت فى كل الأحوال لا تستطيع أن تتوثّق من حقيقة أو زيف، أو من صدق أو كذب ما يُقال وما تسمع، فالمسألة من الأول إلى الآخر لعب على أعصاب اللعيبة، والنتيجة بعد ذلك أن تدفع فى حساب برقم معين يفيدك به صاحب الإعلان، أو أن تُقبل على شراء منتج يزعم لك الإعلان أنه يفعل كل الأفاعيل، ويستطيع أن يشقلب حياتك، وسوف يحل مشكلتك أياً كانت.. وعندك الأحمر والأصفر والأخضر وألوان الطيف الأخرى.. فالمنتج ليس لوناً واحداً، بل عدة ألوان، وكل لون يحل مشكلة.

معادلة اللعب عن بُعد لا تمارس فقط على مستوى الإعلان، بل تتم أيضاً على مستوى البيع.. ففى ظل عصر «الدليفرى» بات البيع عن بُعد هو المسيطر على العلاقة بين المعلن (والمنتج) والمستهلك.. فالسلعة تصلك وأنت فى البيت عن طريق الشحن، وحينما تصلك عليك اختبارها لتكتشف أنها مطابقة للمواصفات أو غير مطابقة، والفيصل بالطبع هو التجربة، وإذا جربت المنتج ولم يثبت لك فاعليته -كما هو متوقع- فإعادته مستحيلة، وتكون بالبلدى كده شربت المقلب، والجهات إياها لا تحمى المستهلكين.. أما فى حالة التبرّع لسُقيا الماء أو لبناء مسجد أو لمريض وخلافه فأنت تدفع فى حساب معمى بالنسبة لك، وبالتالى لا تعرف أوله من آخره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على أعصاب اللعيبة على أعصاب اللعيبة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon