توقيت القاهرة المحلي 23:43:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمين «المالطي»

  مصر اليوم -

أمين «المالطي»

بقلم - د. محمود خليل

لم يكن «أمين المالطى» زعيماً سياسياً، أو فناناً، أو أديباً معروفاً، لكنه عاش أشهر من نار على علم فى القاهرة. تبوأ «أمين» موقع الفتوة الرسمى لحى عابدين لسنوات طويلة. وهو مصرى عتيد وليس مالطياً ولا يحزنون، واكتسب لقب «المالطى» فى ظروف معينة سأحكيها لك. وتم استدعاؤه فى فيلم «قطار الليل» عبر شخصية «المالطى» التى جسدها الرائع الراحل «سراج منير».

حكى الدكتور عبدالمنعم شميس حكاية «أمين المالطى» فى كتابه «شخصيات مصرية»، الفتوة الرسمى لحى عابدين، وذكر أنه كان مزدوج الجنسية، يحمل الجنسية الإنجليزية إلى جوار جنسيته المصرية، وبالتالى فقد كان «حماية» طبقاً لقانون الامتيازات الأجنبية الذى استنه الخديو إسماعيل.

بيته كان على الرصيف فى الصيف، وفى مداخل البيوت شتاء، أجنبى الملامح، ذو عيون ملونة وشارب وشعر أصفر، طويل الجسم عريض البنية، يمتلك قوة بدنية تغنيه عن حمل السلاح. ذراعاه المفتولتان احترفتا كسر الرقاب، وقد فعلها مع عسكرى دورية لا يعرفه، اعترضه ذات يوم، حين وجده نائماً على الرصيف، فما كان من الفتوة إلا أن كسر رقبته وتركه صريعاً، وانتقل ليكمل نومه على الرصيف المقابل، أما عن مهارته فى كسر الأرجل والأيدى، فحدث ولا حرج، وقد فعلها مع كثيرين.

لم يجرؤ أحد على الوقوف ضد «أمين»، ولم يفلح القانون يوماً فى إدانته، لأنه كان «حماية إنجليزية».

وكما كان فى «الحماية» سوره العالى الذى يحميه، كان فيها مأخذه أيضاً، وذلك حين ساقته الأقدار ذات يوم للاعتداء على «خواجة رسمى»، هو «الخواجة ينى»، صاحب حانة الخمر المعروفة، فقد رفض الأخير -ذات يوم- تلبية طلباته، فما كان من الفتوة إلا أن حمله وهبده على الرصيف، وفوق إحدى بلدوراته كسر رجله، بصورة احترافية.

تم سحب «المالطى» على القسم، وهناك حضر القنصل الإنجليزى «حامى حماه» والقنصل اليونانى «حامى حمى ينى». باتت «حماية» أمام «حماية».

أخذ الإنجليز يبحثون عن حل حتى هداهم تفكيرهم إلى نفيه، إذ كانت الموضة فى هذا العصر -كما يحكى «شميس»- نفى كل من تغضب عليه إنجلترا إلى «مالطة». قررت سلطة الاحتلال نفى «أمين» الفتوة إلى مالطة.

ركب «الفتوة» السفينة من الإسكندرية، برفقة مجموعة من طلاب المدارس العليا والشباب المعارضين للاحتلال، وأبحرت بهم إلى «مالطة»، ليعيشوا حياتهم فى المنفى.

لا توجد أخبار عما فعله «الفتوة» فى مالطة، أو كيف عاش فيها، لكن الواضح أنه قضى فيها بضع سنوات، عاد بعدها إلى مصر، وواصل دوره فى فرض الإتاوات على من يريد من فقراء ومساتير المصريين، ولم يكن يترك فرحاً إلا ويفرض إتاوة على أصحابه، وإلا تحولت الجوازة إلى جنازة، وكان الكل يدفع، بمجرد أن يلوح «المالطى» بقبضة يده، وبالخاتم الذهب الكبير الذى يزين أحد أصابعه، وهو أداته فى ترك علامة لا تنسى على وجه من يعصى أوامره، تنبه غيره إلى أهمية الطاعة.

عاد أمين الفتوة من مالطة وهو يحمل لقب «المالطى»، وظل على ما هو عليه، ولم تعد شكاوى المصريين تجدى فى التخلص منه شيئاً.. وكأنهم يؤذنون فى مالطة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمين «المالطي» أمين «المالطي»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon