توقيت القاهرة المحلي 08:42:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجل القرآن.. والسر الغامض

  مصر اليوم -

رجل القرآن والسر الغامض

بقلم - د. محمود خليل

هذا المقال أعيد نشره بمناسبة ذكرى ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوى:

فى برنامج إذاعى نادر سُئل الشيخ «المنشاوى»، رحمة الله وبركاته عليه، عن الآية الكريمة التى يحب قراءتها باستمرار؟ فأجاب: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».

يوم 20 يناير الجارى تجددت ذكرى ميلاد «رجل القرآن» الشيخ محمد صديق المنشاوى (20 يناير عام 1920) الإنسان الذى عاش لكتاب الله، وتوفى على آياته الكريمة عام 1969، ولم يكن قد أكمل الخمسين من عمره بعد.

أى حديث عن صوت «المنشاوى» لن يضيف جديداً، فقد قال مجايلوه فى وصف صوته الكثير، وقالت الأجيال التى أعقبته وما زالت تنصت لتلاواته العذبة أكثر. إنه الرجل صاحب الصوت الرقراق الذى يسبح للخلاق فيأسر من يستمع إليه، ليخشع قلبه لما تحمله آيات الكتاب الكريم من معانٍ.

يبقى أن كل محبى الشيخ يحتارون فى السر الغامض الذى يميز صوته المتدفق بآيات القرآن الكريم ويربط قلوبهم بتلاواته.

هل السر فى كم العذوبة المتدفقة من حنجرة الشيخ والقادرة على دفع السامع إلى إحساس عميق بالحنين، حنين العبد إلى خالقه؟ أم شلال الأنين المتدفق من تلاوته ليفجر داخل سامعه إحساساً عاتياً بالشجن من الحياة الفانية التى مهما طال العمر فيها بالإنسان فلا بد له من لحظة زوال، وهى لحظة معجونة بالشجن فى روح بنى آدم؟.

صوت الشيخ «المنشاوى» بالفعل خط نورانى يمتد بين نقطتين: النقطة الأولى هى العذوبة، والثانية هى الشجن، لكن يبقى أن السمتين لا تكشفان السر الغامض فى صوته.. فهناك أصوات أخرى تميزت بهما من بين قراء القرآن الكريم.

ظنى أن الشيخ كشف قبل سنتين من وفاته فى البرنامج الإذاعى الوحيد الذى اختزن لقاءً معه عن السر الغامض الذى يجذب مستمعى القرآن الكريم إلى تلاوته.

الآية الكريمة كانت تستوقف الشيخ المنشاوى باستمرار: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ» تحمل التفسير وتكشف عن سر التميز فى أدائه القرآنى.. إنه الصدق.

كان الشيخ المنشاوى صادقاً فى إحساسه بمعانى الآيات الكريمة التى يتلوها، فانطلق صوته بالصدق، والأداء الصادق هو أقصر طريق للوصول إلى القلب والعقل.. الصدق هو أصل العنصرين الأساسيين اللذين تميز بهما صوت الشيخ المنشاوى: العذوبة والشجن.

صدق «المنشاوى» فى إحساسه بآيات الكتاب الكريم فملأ قلوب سامعيه بالخشوع وسكنت معانيها الجليلة فى عقولهم.

المستمع إلى البرنامج الإذاعى الوحيد الباقى للشيخ المنشاوى يشعر أنه بإزاء إنسان عاش بين الناس ريحاً مرسلة، وروحاً سمحة، ملكتها معانى القرآن الكريم، وارتقت بها.

بنى مسجداً قبل وفاته، عملاً بنصيحة صديق مسيحى له، كما حكى، وأطلق اسم أبيه القارئ الراحل «الشيخ صديق المنشاوى» على المسجد، عندما طلب منه المذيع أن يفتتح البرنامج بتلاوة، إذا به يترنم بالآيات التى تقول: «رَبِّ هَبْ لِى حُكْماً وَأَلْحِقْنِى بِالصَّالِحِينَ، وَاجْعَل لِّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى الْآخِرِينَ، وَاجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ».

كأن الشيخ الجليل كان ينعى نفسه ويدعو ربه بأن يلحقه بالصالحين بعد أن صدق لسانه بتلاوة الكتاب الكريم.. وبعدها بسنتين رحل عن الحياة بنفس راضية مرضية.. رضى الله عنه وأرضاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل القرآن والسر الغامض رجل القرآن والسر الغامض



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon