توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زمن «حسن».. وزماننا

  مصر اليوم -

زمن «حسن» وزماننا

بقلم - د. محمود خليل

الفنان الراحل حسن عابدين من الفنانين الذين اشتهروا على كبر، مثل بعض الفنانين الحاليين، والذين عرفهم الجمهور وهم فى سن متقدمة بعض الشىء.. استعادة الكتابة عن «حسن عابدين» لها ما يبررها، ما دامت هناك حاجة لفهم المعنى الحقيقى للفنان الملتزم.

تفجرت موهبة حسن عابدين منذ مرحلة مبكرة من عمره، لكن الظروف لم تمكنه من إظهار ما يمتلكه من قدرات فنية كبيرة، وحصرته فى مجموعة من الأدوار الصغيرة. الميلاد الحقيقى لنجومية حسن عابدين جاء عبر دوره فى مسرحية «نرجس» التى أنتجت عام 1975. وقدم فى المسرحية شخصية الأب العابث الباحث عن المال من كافة الطرق، لكى يعب من متع الحياة. إنها شخصية الأب الجديد التى بدأت فى الظهور عقب الدخول فى عصر الانفتاح الاقتصادى، بدلاً من الأب الشقيان المنهك، الذى يكد ويسعى من أجل إسعاد أولاده.

نبهت مسرحية «نرجس» إلى التحول القادم، وحقيقة أن المال سيهزم كل قيمة فى أية مبارزة محتملة، لأن بالمال كل شىء سوف يصبح قابلاً للشراء، بدءاً من الشرف والكرامة، ومروراً بالتعليم والصحة، وانتهاءً بالأرض والعرض. كما نوهت المسرحية بحالات الثراء الفاقع القادمة. وهى حالات فاقعة لأنها لا تعبر عن مجرد ثروة موروثة، ورثها ابن عن أبيه، وتثقف هذا الابن وتعلم، بحيث استوت نظرته إلى الثروة فباتت موضوعية، ولم ينظر إلى المال كأداة للمتاجرة فيما وفيمن حوله، بل عن ثروة «مسروقة»، تشتمل على تلال الأموال التى تم جمعها من الفساد، وتضخمت بها جيوب وخزائن، على حساب بؤس المجموع الغارق فى الفقر والتطلع.

بطريقته الصادقة التى تعود عليها الجمهور بات «حسن عابدين» ضيفاً مرحباً به على مائدة الدراما التليفزيونية، طيلة حقبة الثمانينات، وتوالت أعماله خلالها، فشملت مسلسلات: «فيه حاجة غلط»، و«نهاية العالم ليست غداً»، و«أهلاً بالسكان»، و«برج الأكابر» و«أنا وانت وبابا فى المشمش». طبعاً كان للفنان الكبير مسلسلات أخرى عديدة قبل الثمانينات، لكننى أركز على مسلسلات هذه الحقبة، لأنها مثلت صرخة تنبيه مبكرة بالكثير من المهازل التى دخل فيها المجتمع، بدءاً من حقبة التسعينات وما بعدها.

ظل حسن عابدين ملتزماً بدوره كفنان يهيئ عقل ووجدان المشاهِد للتفكير فى القضايا والأحداث التى تتفاعل من حوله، وتتدخل فى تشكيل حاضره ومستقبله. وحين اضطره «أكل العيش» إلى المشاركة فى حملة إعلانية لأحد المشروبات الغازية، بسبب التلقائية الكوميدية التى كان يتمتع بها، وجعلت إعلاناته مادة مشاهدة مفضلة لدى الجمهور، لم يكن راضياً عن ذلك، رغم أن فناناً بحجم عمر الشريف سبقه إلى عالم الإعلانات، ولم يجد غضاضة فى ذلك. ويردد البعض أن هذه الحملة سببت نوعاً من الاكتئاب لحسن عابدين. قد تجد هذه الرواية فى إحساس الفنان الراحل بالمفارقة بين قيمه وأفكاره كفنان ملتزم، يرى أن الفن رسالة قبل أن يكون ربحاً ومالاً، وفكر «العملة» الذى بات يسيطر على الساحة وينساق وراءه بعض الفنانين، كنوع من أكل العيش.

شعر «حسن عابدين» بالضيق والحزن، لمجرد إحساسه بالمفارقة بين قناعاته الفنية، واضطراره إلى القبول بأعمال لمجرد أكل العيش.. ولم يكن مثل بعض المعاصرين من أصحاب الجلد السميك، الذين سواهم الله من لزاجة.. وآخرتها طالعين يوعظوا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن «حسن» وزماننا زمن «حسن» وزماننا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon