توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تمجيد التفاهة

  مصر اليوم -

تمجيد التفاهة

بقلم - د. محمود خليل

زمان كان الحصول على شهادة تقدير يمثل شيئاً ذا قيمة يفخر به الشخص، لأنها لم تكن تُمنح إلا على أساس قيمة أتاها الشخص: تفوق دراسى، إبداع مهنى، اجتهاد مرموق فى مجال عمله، عطاء اجتماعى رفيع المستوى، وغير ذلك، ولكن الأمر اختلف بمرور الوقت، وفقدت هذه الورقة ذات القيمة قيمتها، حتى باتت فى بعض الأحيان أتفه من أن تساوى قيمة الورقة والحبر الذى كتبت به، بل إنها أحياناً ما تمنح تمجيداً للتفاهة.

حقيقة أشعر بالعجب العجاب وأنا أراقب أداء بعض الجهات التى تترخص فى منح شهادات التقدير لمجرد المشاركة فى أى فعالية أو نشاط تقوم به.. لك أن تتصور أن بعض المؤتمرات التى تنعقد داخل بعض الجهات، يصدر عنها مئات شهادات التقدير لكل من هب ودب، ويكفى جداً أن تمر لدقيقة أو دقيقتين لكى تحصل على شهادة تقدير، وثق أنه إذا لم يكن اسمك مسجلاً ضمن الموعودين بالشهادات، فسوف تجد من يهمس فى أذن المنظمين أن فلاناً جاء بمحض الصدفة، ومن الواجب كتابة شهادة تقدير باسمه، فتكتب على الفور.

زمان قال الشاعر الحصيف «كل معروض مهان»، فالشىء الذى يتوافر فى كل يد، وبسبب وبدون سبب، يفقد قيمته، ويصبح من التفاهة بمكان.

وحينما تتحول المؤسسات عن دورها فى بذل الجهد والعمل والاجتهاد، ويصبح كل همّ المسئولين عنها القيام بشغل العلاقات العامة، وإرضاء هذا وذاك لمجرد المشاركة أو الحضور غير الفاعل بمنحه شهادة تقدير، فعلى المسئولين عنها أن يفهموا أنهم حوَّلوها لمؤسسة لصناعة التفاهة.وأخشى أن أقول إن الظهور، القائم على العلاقات العامة وليس على الأداء، يعكس الحالة التى يتحدث عنها «ألان دونو» فى كتابه «نظام التفاهة»، حين يتصدر التافهون المشهد، ويصبحون أصحاب الأمر والنهى فيه.

وأخشى أن أقول أيضاً إن حالة الترخص تلك تعكس حالة «تفاهة الورقة» التى حصل عليها بعضهم تحت اسم «شهادة تعليمية أو علمية».

فمنذ عدة عقود ومع التحولات التى طرأت على التعليم، وحالة اللخبطة التى دمغته، بعد تعدد أطيافه، بين تعليم عام وخاص ودولى وخلافه، وبعد أن أصبح الغش وأمور أخرى عديدة لا مجال لتناولها حالياً سمات أساسية من سمات التعليم، أصبح التشكيك فى جدية أو قيمة الشهادات وارداً، بل ومنطقياً إلى حد كبير.. والناظر إلى مستوى أداء بعض من يصفون أنفسهم بالخبراء فى مجالات معينة سوف يجد نفسه مضطراً إلى أن يسأل نفسه:

من أين أتى هؤلاء بالخبرة التى ينعتون أنفسهم أو ينعتهم غيرهم بها؟.

ما أفهمه أن الخبرة أداء، مهما قدم لنا من يدعونها سيراً ذاتية تتزاحم فيها الشهادات التى حصلوا عليها، أو الجهات التى منحتهم شهادات تقدير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمجيد التفاهة تمجيد التفاهة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon