توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحلة صعود «التافهين»

  مصر اليوم -

رحلة صعود «التافهين»

بقلم - د. محمود خليل

من الطبيعي أن يرد في ذهنك أن الاتجاه نحو التفاهة، على الأقل في بعض الأفلام السينمائية والدراما والأغاني، بدأ مبكراً بعد نكسة يونيو 1967، وإلا بماذا نفسر ظهور أغان مثل أغاني "الطشت قال لي"، و"يا حضرة العمدة"، و"حبة فوق وحبة تحت"، "وسلامتها أم حسن"، أو أفلام مثل "العتبة جزاز"، و"أخطر رجل في العالم" وغير ذلك؟.

بغض النظر حول اختلاف التقييمات فيما يتعلق بهذه الأعمال، ومنسوب التفاهة فيها، فلا يستطيع أحد أن يقول أنها كانت تشكل تياراً عاماً سائداً، خلافاً لما حدث في العقدين الماضيين، حين أصبحت التفاهة تياراً عاماً، والتتتفيه منهجية.الوضع حينذاك كان يماثل ما ساد في فترة من الفترات قبل 1952، حين شاعت بعض المنتجات التافهة، مثل: "ارخي الستارة اللي في ريحنا"، و"يا شبشب الهنا"، و"تراعيني قيراط" وغير ذلك، لكن هذه الأعمال كانت مجرد استثناء في إطار تيار عام سائد مخالف لها، إلى حد كبير.وغير أن الأعمال التافهة قبل الدخول إلى الألفية الجديدة لم تكن تشكل تياراً، فإنها كانت تمثل "الضد" الذي يظهر حسن ضده "المنتج الهادف".

وقتها سئل كاتب مثل عباس محمود العقاد عن الكتب التافهة.. وهل يقرأها؟ فأجاب: نعم أقرأ أي كتاب مهما كان تافها، لأعرف ما هي التفاهة، وكيف يكتب الكاتب التافه.في فترة السبعينات ظهرت "أفلام المقاولات" على سطح الحياة في مصر بعد الانفتاح الاقتصادي، وتغلغل الأثرياء الجدد (القطط السمان) في كافة نواحي الحياة في مصر، بما فيها مساحة الوجدان فسعوا إلى تشكيله طبقاً لمنظومة قيمهم وأخلاقياتهم الخاصة، ومع ذلك فلا نستطيع أن نقول أن سينما المقاولات شكلت تياراً مسيطراً، فقد كان هناك تيار كبير يعالج مشكلات تضرب في "عضم المجتمع" وتنبه إلى التأثيرات الداهمة للتحولات التي يشهدها الواقع على المستقبل.

الدنيا اختلفت تماماً بدءاً من الألفية الجديدة، حين ظهر الثالثوث التكنولوجي المتمثل في الفضائيات التليفزيونية والانترنت والموبايل، واختار المجتمع -وربما المسيطرون أيضاً- استخدامها كأدوات للتفاهة والتتفيه. فأدوات التكنولوجيا -منذ عرفها الإنسان- لها أوجه إيجابية وأخرى سلبية، والإنسان يختار ما يريد، فالمستنير يعرف كيف يوظفها من أجل تحسين شروط وأوضاع الحياة، والتافه يوظفها في إفساد الحياة ونشر الرداءة.حين سقطت الأدوات التكنولوجية الثلاثة في حجر المجتمع، وباتت في متناول كل يد، تحولت التفاهة من مجرد شذرة تظهر هنا أو هناك، إلى شذرات، تجمعت وشكلت فيما بينها تياراً عاماً، غلب على كل شىء، ولم تعد المسألة مقصورة على الفن، بل تجاوزته إلى ما عداه، فأصبح الإعلام فبركة وأرجزة، والسياسة لعبة، على حد تعبير "آلان دونو" صاحب كتاب "نظام التفاهة، والرأي العام ترند، والاقتصاد حيل رقمية وبيع للوهم في زجاجات، والعلم فهلوة.تغلغلت التفاهة في اتجاهات عديدة حتى باتت تضرب في كافة الاتجاهات، وسيطرت على النظام الاجتماعي ككل. والنظام الاجتماعي التافه -كما يقول صاحب كتاب "نظام التفاهة- هو النظام الذي تكون الطبقة المسيطرة فيه هي طبقة الأشخاص التافهين، أو الذي تتم مكافأة التفاهة والرداءة عوضاً عن الجدية والجودة.تفتكر وضعنا ايه طبقاً لهذا التعريف؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة صعود «التافهين» رحلة صعود «التافهين»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon