توقيت القاهرة المحلي 06:22:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المقاطعة المدهشة

  مصر اليوم -

المقاطعة المدهشة

بقلم - د. محمود خليل

قدرة مدهشة أثبتها جيل الشباب المصري على مقاطعة الشركات الداعمة للعدوان الاسرائيلي على غزة، والذي تقف في مساندته الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.

سلك الشباب طريق "أضعف الإيمان" في مواجهة عمليات القتل التي تقع كل ساعة، لنساء وأطفال وشيوخ مدنيين عزل، أوجعت قلوبهم مشاهد القتل والسحق والهدم والردم، باستخدام أعتى أنواع الأسلحة، ومن بينها أسلحة محرمة دولياً، فقاطعوا أشهر الماركات الغربية، من الوجبات إلى زجاجات المياه الغازية، ولجأوا إلى شراء سلع بديلة مصنعة محلياً، إلى درجة أن إحدى ماركات المياه الغازية، التي عاصرناها ونحن أطفال، بدأت تقفز على جدار الشراء من جديد، وتنفذ من المحلات، ولا تجدها إذا نزلت تبحث عنها.

أغلب من تبنوا "سياسة المقاطعة" هم شباب أقل من 25 سنة، ومعهم أطفال لم يبلغوا الـ18 بعد. وهؤلاء -كما تعلم لم يعاصروا بالطبع، حرباً ضمن الحروب التي خاضتها مصر لتحرير أرضها، وبعضهم لا يذكر شيئاً عن العدوان الاسرائيلي على لينان عام 2006، أو العدوان الاسرائيلي على فلسطين عام 2008، وربما مر بعضهم سريعاً على عدوان 2012 أو 2014 على غزة.. هذه المرة مختلفة بكل المقاييس والدليل محلات بيع المنتجات الغربية التي "جابت ضلفها" وخفضت أسعارها بصورة غير مسبوقة، ورغم ذلك لم يشتر منها أحد.الدنيا مختلفة اليوم، فلأول مرة يشعر فيها جيل الشباب من المصريين أنه أمام "قضية وجودية".. إنه الإحساس الذي أفلح شباب المقاومة في نقله إلى الشباب المصري، فأولاد "غزة" يخوضون بالفعل "قضية وجود".. وجود وطن.. ووجود فوق أرض وطن.. وكل خطوة من خطواتهم على الأرض تدل بصدق على ذلك. الإحساس انتقل إلى الشباب المصري، وبناء عليه تماهوا مع هذا الإحساس لدى الشباب الفلسطيني المقاوم، وتبنوا فكرة المقاومة بمنتهى العزم والإصرار.

الجيل -أقل من 25 عاماً- ينتمي إلى الجيل زد وألفا، وقد حكيت لك عنهما، ونبهتك -حتى قبل زلزال 7 أكتوبر- إلى أن أبناء الجيل زد على وجه التحديد سوف يتدخل قريباً في تشكيل خرائط الحياة داخل العديد من المجتمعات، وما يحيرني حقاً في أمر المقاطعة المدهشة التي تبناها أولاد مصر من هذا الجيل، أنني كما أعرف عنهم ولعهم الخاص بالغرب وكل ما هو غربي. فتعليم بعضهم غربي النزعة واللغة، وتفضيلاتهم الدرامية والفنية أجنبية في الأغلب، والموسيقى الغربية تشدهم أكثر، ناهيك عن البراندات الغربية في الأزياء وخلافه، والمأكولات التي تنتجها أفرع أجنبية في مصر، وغير ذلك.

فكيف والحال كذلك أن يقرر هذا الشباب فجأة مقاطعة كل ما هو غربي داعم لاسرائيل، وأدار المقاطعة بشكل مركز ومرتكز على الأرض بصورة لم نعهدها من قبل؟نحن أمام شباب يبحث عن قضية.. بشرط أن تكون قضية حقيقية تدفعه إلى الإيمان بها، ويشعر أنه جزء منها، وأنها جزء منه، وأن عمله له أثراً فيها.. هنالك يتحرك وينغمس بكل طاقته فيما يؤمن به.. المسألة تستحق التفكير!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاطعة المدهشة المقاطعة المدهشة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon