توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الظلم و«الطوفان»

  مصر اليوم -

الظلم و«الطوفان»

بقلم - د. محمود خليل

قبل زيارته لاسرائيل صيف العام الحالي (خلال شهر يوليو 2023) أطلق الرئيس جو بايدن تصريحه الشهير الذي قال فيه: "ليس عليك أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً"، ثم أكد على صهيونيته.

وعند زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية "بلينكن" للمنطقة عقب اندلاع "طوفان الأقصى" ردد أمام نتنياهو": "أنا هنا معكم بصفتي يهودي"، وقدم في كلمته طرحاً يؤكد على أن المقاومة الفلسطينية تريد قتل "اليهود"، وكأن ما يحدث حرباً دينية، هدفها إبادة اليهود، وليس المقاومة ضد محتل يقتل الأبرياء.

وفي كلمته خلال زيارته لاسرائيل عقب اندلاع عملية "طوفان الأقصى" ردد رئيس الوزراء البريطاني عبارات ذكر فيها "التلمود" وهو يتحدث عن فهمه للصراع الحاصل بين المقاومة الفلسطينة ودولة الاحتلال.

الدين كان حاضراً بصورة أو بأخرى على ألسنة بعض المسئولين الغربيين، أثناء التعاطي مع عملية طوفان الأقصى، وقد قوبل ذلك بخطاب مواز على مستوى الشارعين العربي والإسلامي يرفع شعارات دينية في مواجهة المحتل الاسرائيلي.

ترجم الغرب انحيازاته بصورة عملية في عملية التحشيد العسكري بالمنطقة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوربية، وبات الجميع يقفون على أهبة الاستعداد، للتدخل في معركة حماية "اليهود"، كما تردد على ألسنة بعض المسئولين الغربيين، إذا تطلب الأمر ذلك.

المعركة التي بدأت يوم 7 أكتوبر سوف تتوقف وتنتهي في لحظة ما، لكن سيظل العامل الديني قادراً على إشعالها من جديد، ما بقي أمران: أولهما تلكؤ العالم عن الحل العادل للقضية الفلسطينية، حل يمنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تتوقف إسرائيل بشكل حاسم عن التعدي على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، ثانيهما مواصلة التأكيد على الوجه الديني للصراع العربي الاسرائيلي، وهي الرؤية التي يتبناها الغرب، ويواجه بها العرب والمسلمين بشكل صريح، حين يتحدث عن "يهوديته" والتزامه بحماية "اليهود"، ومن ليس متهوداً يعلن أنه صهيوني، وأنه ليس شرطاً أن تكون يهودياً حتى تكون صهيونياً، كما ردد "بايدن".الزخم الديني الذي يزف به الغرب صراعاته المصالحية هو الذي يخلق التعصب داخل النفوس، فبعد ساعات من عملية "طوفان الأقصى" شهدت الولايات المتحدة واقعة طعن لطفل (26 طعنة) وأمه، واستمرار هذا الطرح سوف يؤدي إلى المزيد من العنف.

ليس من الإنصاف بحال أن يتهم المسئولون والكتاب الغربيون الطرف المقاوم في غزة بأنه يشعل حرباً دينية، في وقت يرددون فيه رؤى دينية وهم يخوضون الصراع، وليس من الموضوعي أن يستغرق بعض الرافضين لخلط الدين بالسياسة ببلادنا في سلق الطرف المقاوم بلسان حاد، في الوقت الذي لا يعلقون فيه بكلمة على تصريحات المسئولين الغربيين المليئة بالمتفجرات الدينية.

ليس من العدل أيضاً أن يصمت العالم على الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى وعلى المقدسيين، جرياً وراء فكرة (ترتدي ثوب الدين) تتمثل في البحث عن الهيكل المزعوم، ويلوم بعدها المقاومة وهي تدافع عن مقدساتها وأهلها. السبب الرئيسي في عملية "طوفان الأقصى" هو الظلم الذي مورس طيلة الفترة الماضية على المقدسيين وعرب 48 والمسجد الأقصى، وقد أرادت المقاومة الرد من خلالها الرد على الاستكبار الاسرئيلي. دخول المقدسات الدينية في أي صراع يبرر للطرف المدافع عنها أن يتدثر بالدين.. ولا لوم عليه في ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الظلم و«الطوفان» الظلم و«الطوفان»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon