توقيت القاهرة المحلي 00:34:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صانع الأعاجيب

  مصر اليوم -

صانع الأعاجيب

بقلم - محمود خليل

 

تمضى الأيام وتتوالى السنون ويبقى نصر أكتوبر نقطة الضوء الأكثر بريقاً ولمعاناً فى تاريخنا المعاصر. 6 أكتوبر 1973 هو اليوم الأكثر دلالة فى حياة المصريين، ولم تزل معانيه تتدفّق وتتجدّد رغم مرور (50 عاماً) عليه، وسوف يظل كذلك لسنوات أخرى كثيرة ومديدة.

الدرس الأخطر الذى تأكد لإسرائيل والمنطقة والعالم عبر حرب أكتوبر أن اللعب مع شعب مصر خطر.

فأياً كانت أوجاع ومتاعب هذا الشعب فإنه قادر على الانتفاض فى لحظة من أجل أرضه وكرامته.

ولست بحاجة إلى التذكير بأن المصريين تمكنوا من القفز على كل الصعاب والمعوقات التى كانت تجعل من العبور وتدمير خط بارليف والتقدم فى أرض سيناء أمراً مستحيلاً.

هذا الشعب صنع المعجزة عام 1973، وعوض نقص الإمكانيات المادية المتوافرة فى يده لخوض الحرب ببسالته وصموده وشجاعته المستمدة من الإيمان بقضية بلاده وضرورة تحرير كل شبر من أرضها.

هذا الشعب قادر على الصبر والاستيعاب وتمرير الأمور، لكن لديه مساحات حرجة فى خريطة تفكيره لا يعرف عندها صبراً ولا استيعاباً ولا يسمح فيها بتمرير الأمور.. إنها الأرض.

يبقى «أكتوبر» لأنه يمثل الهزيمة الأولى التى نالها المحتل الإسرائيلى على أيدى العرب. وهى الهزيمة التى وجد العدو نفسه مضطراً إلى الاعتراف بها.

ومن عجب أن تجد بيننا من ينكر على هذا الشعب نصره، وعلى الرئيس السادات رحمه الله إنجازه، فى وقت يعترف فيه العدو بهزيمته المنكرة أمام جنود هذا الشعب.

هذا الاعتراف الذى توارثته الأجيال فى إسرائيل، واليوم يحاول صانع القرار فى تل أبيب التقليل منه من خلال بعض الأحاديث الساذجة عن أخطاء القادة الإسرائيليين فى التقدير عام 1973، أحاديث ساذجة ومحاولات للتمويه وللتغطية على نصر حقيقى حقّقه المقاتل المصرى، ولم يزل يوجع قلب وعقل إسرائيل حتى الآن.

كان السادات رحمه الله دائب الحديث عن «روح أكتوبر»، الروح القادرة على العبور من عتبة اليأس والبؤس إلى عتبة الأمل والرجاء.

روح أكتوبر ظهرت بشكل مؤقت خلال أيام الحرب، لكنها اختفت بعد ذلك، عندما حصد ثمار النصر وثمار تحرير الأرض مجموعة من الانتهازيين الذين ما يدخلون قرية إلا أفسدوها، تجار السياسة والمال الذين لم يهرولوا نحو هذا الشعب الذى صنع المعجزة، بل سعوا على بطونهم إلى أعدائه.

لقد كان هؤلاء يفكرون عكس ما يفكر المصريون وقتها. فهذا الشعب آمن بالسلام من أجل بناء دولة قوية مزدهرة، بعد أن خسرنا الكثير فى الحروب، ولم يكن إيمانه بحال يعنى التسليم لإسرائيل أو السعى إليها.

الدرس الذى تعلمته إسرائيل من الحرب أن هذا الشعب هو مصدر الخطر الأول عليها، لأنها تدرك أكثر مما يدرك الكثيرون أن المصريين -وقت الجد- قادرون على استدعاء روح أكتوبر الكامنة فى صدورهم.. وتفعيلها فى الواقع.. ليعدلوا المايل، ويقيموا المعوج، ويصنعوا الأعاجيب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صانع الأعاجيب صانع الأعاجيب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon