توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحقبة «المارادونية»

  مصر اليوم -

الحقبة «المارادونية»

بقلم - د. محمود خليل

خلال فترة الثمانينات بدأت الحقبة المارادونية في حياة المصريين، حين سطع نجم الشاب الأرجنتيني "مارادونا"، وقدم أسلوباً جديداً في لعب الكرة، يعتمد على مهارة المراوغة، والقدرة على تسجيل الأهداف من أي مكان في الملعب.عندما ظهر مارادونا في كأس العالم 1982 لم يلفت الأنظار بشدة. كان فريق الأرجنتين ككل يعاني من أزمة بعد أن تكشفت الفضائح التي وقعت في البطولة التي نظمتها الأرجنتين وفازت بها عام 1978، وسعي رئيس الأرجنتين المحموم –حينذاك- إلى فوز فريق بلاده بالكأس، عن طريق التربيطات والرشاوى، بهدف التغطية على عمليات الاستبداد الممنهج التي كان يقوم بها ضد الشعب الأرجنتيني، والتي انتهت بالتخلص منه في إطار ما عرف بثورة الأمهات.السطوع الحقيقي للنجم الأرجنتيني كان في كأس العالم عام 1986، فقد تألق "مارادونا" في ذلك الوقت بشدة، وأحرز أهدافاً شديدة التنوع والجدة، بما في ذلك هدف أحرزه بيده في غفلة من الحكم التونسي علي بن ناصر. ومع تألق "مارادونا" بدأ المصريون في الانقسام ما بين حزب يستدعي النجم البرازيلي "بيليه"، ويتحدث عن أدائه الفذ وانجازاته الكبيرة، وفريق آخر يناصر "مارادونا" صاحب أجمل المراوغات والأهداف، وانقسموا إزاء ذلك إلى حزبين.طبعاً هدف "مارادونا" الذي أحرزه بيده في مباراة الأرجنتين وانجلترا شكّل مادة جيدة للعراك ما بين الحزبين، فمنهم من كان يقسم بالله أن "مارادونا" أحرز الهدف بيده، ومنهم من أقسم أن الهدف برأسه، ومؤيدو "رأس مارادونا" لم يقتنعوا بما تم تداوله خلال هذه الفترة من أن اللاعب أحرز الهدف بيده، وحتى بعد أن اعترف "مارادونا" نفسه بذلك، ريما لم يصدقه بعص أنصاره من المصريين.عالج الكاتب "محمد دوراة" والمخرج "علي عبد الخالق" الجدل الذي فار في مصر بين الحزب المارادوني والحزب المعارض له بخفة ظل راقية في بعض مشاهد فيلم "أربعة في مهمة رسمية"، وقد أنتج عام 1987، أي بعد عام من انتهاء بطولة 1986، ويظهر فيها البطل أحمد زكي وهو يقف متأففاً في طابور طويل لا يتحرك أمام أحد الموظفين، بسبب مناقشة حامية بين الموظف وبعض المواطنين حول الهدف الذي أحرزه "مارادونا" وهل دخلت الكرة الشباك بيده أم برأسه، وكيف تمسك الموظف برأيه في أن الكرة برأسه، وتمسك آخرون أن الكرة بيده، ونسي الجميع مصالحهم التي يتوجب قضاؤها، لكنها الحزبية المصرية التي تجد لنفسها متنفساً في التحيزات الكروية.كانت الحال كذلك في مصر طيلة حقبة الثمانينات، في وقت شاركت فيه دول عربية وأفريقية عديدة في كأس العالم، وعجز المنتخب المصري عن ذلك، حتى شاء الله أن نتأهل للمشاركة على يد الكابتن محود الجوهري رحمه الله، حين نزلت عدالة السماء على استاد باليرمو بالهدف اليتيم الذي أحرزه الكابتن مجدي عبد الغني لنتعادل مع هولندا، لينخرط المصريون بعدها في احتفالية رائعة، لكنها عجيبة، لأن كل الهتافات فيها تأسست على سب نجوم فريق هولندا حينئذ، وكان للنجم رودجوليت والنجم فان باستن نصيب وافر منها.والعجيب أن هذه الكأس شهدت أولى موجات الهجرة غير الشرعية من مصر إلى إيطاليا، حين بادر بعض الشباب المصري إلى ركوب البحر والتسلل إلى إيطاليا، لمشاهدة مباريات كأس العالم، وقرر بعضهم المكوث والعمل هناك بعد انتهاء المنافسات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقبة «المارادونية» الحقبة «المارادونية»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon