توقيت القاهرة المحلي 21:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن؟

  مصر اليوم -

لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن

بقلم - د. محمود خليل

كان الدكتور طه حسين نموذجاً للشخصية شديدة الاعتزاز بالنفس، صلبة الرأس والمراس فيما تراه من رأى. وقد حدث صدام بينه وبين الشيخ محمد رفعت، حين جمعت بينهما الإذاعة. فقد كان العميد عضواً فى لجنة تقييم واختبار القراء بالإذاعة -كما يحكى «عبده فراج» فى كتاب «أصوات من نور»- وحينما طالب الشيخ «رفعت» بزيادة أجره رفض الدكتور طه حسين قائلاً: «هو يعنى الشيخ رفعت ده بيعمل إيه علشان يطلب زيادة أجره.. وهو بيألف فى القرآن ولا غيره؟».

لا نستطيع أن نؤكد هذه الرواية أو ننفيها، لكنها واردة، إذا أخذنا فى الاعتبار طبيعة شخصية الدكتور طه حسين، وميله إلى النقد اللاذع والحاسم، وأحياناً المستخف بالغير، فوجهة نظره أن الشيخ مجرد صوت يردد القرآن الكريم، مثل آلاف الأصوات، والفضل فيما يتلوه لله تعالى، الذى أنزل كتابه الكريم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. طبعاً غضب الشيخ «رفعت» غضباً شديداً بسبب هذا القول، فقال لمن أبلغه بذلك: إذا كان الأمر سهلاً هكذا فلماذا لا يقرأ طه حسين القرآن بصوته لنستمع إليه وننظر كيف يقرأ؟

رد الشيخ محمد رفعت بدا منطقياً وحاسماً أيضاً، فإذا كانت المسألة مجرد صوت يردد، وليس قلباً يشعر، ونفساً تذوب فى المعنى الذى تتلوه، فليقرأ الدكتور طه حسين القرآن فى الإذاعة ويريح المسئولين بها من أزمتها مع الشيخ رفعت.

وللإنصاف، كان الدكتور طه حسين متعسفاً فى هذا الرأى. فأى مطربة أو مطرب ممن كان يحب العميد الاستماع إليهم، ويضعون الشروط الحاسمة لكى يغنوا «وصلاتهم» عبر أثير الإذاعة، كانوا يرددون كلمات ألفها غيرهم على نغمات أبدعها غيرهم أيضاً، يأتى على رأس هؤلاء السيدة أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، فالإبداع الصوتى والأداء هما أكثر ما يميزان مطرباً عن آخر، ومع الفارق فى التشبيه، ولله وكلام الله المثل الأعلى، فقد تميز الشيخ محمد رفعت، بشهادة كل معاصريه، وإقرار الأجيال التى تعاقبت داخل دول العالم الإسلامى بعد رحيله، بموهبة ربانية، وأداء روحانى يليق بجلال القرآن الكريم، وقدرة فذة على إبراز المعانى القرآنية بألوانها المختلفة من خلال طريقته فى الهبوط والصعود، والقرار والجواب، وتوظيف القراءات السبع التى أجادها، ولو كان الشيخ «رفعت» يقرأ القرآن الكريم كغيره، ما بقى صوت الخلود فى الوجدانين المصرى والعربى.

وظنى أن الدكتور طه حسين أحب الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت، وأعجب به، وأدرك عبقريته، وهو الرجل الذى استوعب موسيقى القرآن الكريم، وعرف أكثر من غيره كيف تفاعل «رفعت» مع تنويعاتها، وكيف عبّر عن معانيها. وربما يكون العميد قد أدرك فى أواخر حياته قيمة ومقام الشيخ محمد رفعت، ودأب على الاستماع إلى القرآن الكريم بصوته، خصوصاً بعد أن تعددت إذاعاته عبر محطة «القرآن الكريم» التى نشأت عام 1964. وقد قال العميد فى حوار أجرته معه الإذاعة الكويتية نصاً: «أستمع إلى إذاعة القرآن الكريم دائماً كلما وجدت فراغاً من الوقت». وفى حوار تليفزيونى له مع الأستاذة سميرة الكيلانى عام 1970 -أى قبل وفاته بثلاثة أعوام فقط- أكد أن أقرب كتاباته إلى عقله وقلبه هى كتاباته الإسلامية، وعلى رأسها كتاب «على هامش السيرة»، وقال إنه حاول عبر سطوره التعبير عن محبته لشخص النبى، صلى الله عليه وسلم، وكتاب «الوعد الحق» الذى تناول فيه سيرة عدد من صحابة النبى وإيمانهم العميق بالله ورسالته، وتضحياتهم الكبرى فى سبيل الدفاع عن الإسلام، بالإضافة إلى كتاب «مرآة الإسلام» و«الفتنة الكبرى» بجزأيه، وغيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon