توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لا يطلبه المستمعون

  مصر اليوم -

ما لا يطلبه المستمعون

بقلم - محمود خليل

الدكتور يوسف شوقى كان صوتاً معروفاً ومألوفاً لمحبى الموسيقى والغناء خلال الثمانينات من القرن الماضى. الرجل فى الأصل كان جيولوجياً، متخصصاً فى مجال العلوم، لكن «نداهة الفن» نادته منذ مرحلة مبكرة من عمره، فتعلق قلبه بالموسيقى والغناء. عرف كثيرون صوته عبر أثير الإذاعة من خلال برنامج طريف فى فكرته، نوعى فى طريقة تقديمه، هو برنامج: «ما لا يطلبه المستمعون».

خلال هذه الفترة كان برنامج «ما يطلبه المستمعون» على إذاعة جمهورية مصر العربية من البرامج ذات الشعبية الكبيرة، يختار فيه المستمعون أغانيهم المفضلة، ليقدمها المذيع أو المذيعة مع أسماء من طلبها والإهداءات. الاختيارات كانت تقع فى الأغلب على الأغانى الجديدة أو المعاصرة لأم كلثوم وعبدالحليم وشادية وفايزة وسعاد محمد وفريد وغيرهم، ونادراً ما كان يطلب المستمعون غيرها.

قدم يوسف شوقى الفكرة العكسية بشكل نوعى وعبقرى، فكان يختار بنفسه أغانى لا يطلب الناس سماعها، ويشرح مواطن الجمال فيها، ويدعو المستمع إلى تأملها وتذوقها، ثم يقوم بإذاعتها. لفت البرنامج النظر بصورة كبيرة، وأصبحت له شعبية واضحة بين المستمعين، بعد أن نبههم إلى إبداعات غنائية كانوا محرومين منها، وارتبط أغلب من تابعوا البرنامج بصوت الدكتور يوسف شوقى الهادئ الوقور، وعلقت بأذهانهم -كما يقول كمال النجمى فى كتابه «تراث الغناء العربى»- الجملة الختامية التى كان ينهى بها الدكتور برنامجه مصحوبة بتنهيدة أسف: «.. إيه.. ويمضى الزمان.. ونمضى معه».

على طرافته وغرابته مثّل برنامج «ما لا يطلبه المستمعون» علامة مميزة من علامات الإذاعة المصرية فى الثمانينات، وهدم نظرية «الجمهور عاوز كده»، وأعاد الاعتبار لفكرة «الارتقاء بالذوق العام» وتعويد الناس على «الجيد» كوسيلة لطرد الردىء، لكن كان للغبن أحكام!. فقد توقف البرنامج فجأة، وبعدها بحين ظهر فى نسخة جديدة باسم جديد بمذيع جديد، وهو برنامج «غواص فى بحر النغم» للمبدع الراحل عمار الشريعى. و«الشريعى» فى ذلك الحين كان يعيش فترة البدايات، ونجمه آخذ فى الصعود، بعد الألحان البديعة التى قدمها لعدد من المطربين والمطربات، من بينهم شادية، وعلى رأسها أغنية «أقوى من الزمان».

«غواص فى بحر النغم» مثّل استنساخاً لبرنامج «ما لا يطلبه المستمعون»، ولا يقلل هذا بحال من إبداع عمار الشريعى فى تقديمه، ومواصلته رحلة البحث عن الجميل والبديع فى الغناء المصرى، وشرح وتفكيك الأغانى وكشف مواطن التميز اللحنى والكلماتى فيها ببراعة واقتدار، لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن صاحب صك براءة الفكرة كان أولى بالاستمرار فيها، خصوصاً أنه أجاد كل الإجادة فى ذلك، ومن واصل تقديمها من بعده التزم بنفس «القالب» الذى اعتمد عليه المؤسس.

بعد نقل برنامجه إلى غيره اكتوى يوسف شوقى بإحساس حارق بالغبن، ومال إلى ترك بر المحروسة التى جحدته، سافر إلى «عُمان» وقضى ما تبقى من عمره هناك، وعندما شعر بدنو أجله أوصى بأن يُدفن فى تراب الأرض التى احترمته.. ومات ودُفن فى أرض بعيدة عن تلك التى غبنته حقه.

a

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا يطلبه المستمعون ما لا يطلبه المستمعون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon