توقيت القاهرة المحلي 04:24:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لا يطلبه المستمعون

  مصر اليوم -

ما لا يطلبه المستمعون

بقلم - محمود خليل

الدكتور يوسف شوقى كان صوتاً معروفاً ومألوفاً لمحبى الموسيقى والغناء خلال الثمانينات من القرن الماضى. الرجل فى الأصل كان جيولوجياً، متخصصاً فى مجال العلوم، لكن «نداهة الفن» نادته منذ مرحلة مبكرة من عمره، فتعلق قلبه بالموسيقى والغناء. عرف كثيرون صوته عبر أثير الإذاعة من خلال برنامج طريف فى فكرته، نوعى فى طريقة تقديمه، هو برنامج: «ما لا يطلبه المستمعون».

خلال هذه الفترة كان برنامج «ما يطلبه المستمعون» على إذاعة جمهورية مصر العربية من البرامج ذات الشعبية الكبيرة، يختار فيه المستمعون أغانيهم المفضلة، ليقدمها المذيع أو المذيعة مع أسماء من طلبها والإهداءات. الاختيارات كانت تقع فى الأغلب على الأغانى الجديدة أو المعاصرة لأم كلثوم وعبدالحليم وشادية وفايزة وسعاد محمد وفريد وغيرهم، ونادراً ما كان يطلب المستمعون غيرها.

قدم يوسف شوقى الفكرة العكسية بشكل نوعى وعبقرى، فكان يختار بنفسه أغانى لا يطلب الناس سماعها، ويشرح مواطن الجمال فيها، ويدعو المستمع إلى تأملها وتذوقها، ثم يقوم بإذاعتها. لفت البرنامج النظر بصورة كبيرة، وأصبحت له شعبية واضحة بين المستمعين، بعد أن نبههم إلى إبداعات غنائية كانوا محرومين منها، وارتبط أغلب من تابعوا البرنامج بصوت الدكتور يوسف شوقى الهادئ الوقور، وعلقت بأذهانهم -كما يقول كمال النجمى فى كتابه «تراث الغناء العربى»- الجملة الختامية التى كان ينهى بها الدكتور برنامجه مصحوبة بتنهيدة أسف: «.. إيه.. ويمضى الزمان.. ونمضى معه».

على طرافته وغرابته مثّل برنامج «ما لا يطلبه المستمعون» علامة مميزة من علامات الإذاعة المصرية فى الثمانينات، وهدم نظرية «الجمهور عاوز كده»، وأعاد الاعتبار لفكرة «الارتقاء بالذوق العام» وتعويد الناس على «الجيد» كوسيلة لطرد الردىء، لكن كان للغبن أحكام!. فقد توقف البرنامج فجأة، وبعدها بحين ظهر فى نسخة جديدة باسم جديد بمذيع جديد، وهو برنامج «غواص فى بحر النغم» للمبدع الراحل عمار الشريعى. و«الشريعى» فى ذلك الحين كان يعيش فترة البدايات، ونجمه آخذ فى الصعود، بعد الألحان البديعة التى قدمها لعدد من المطربين والمطربات، من بينهم شادية، وعلى رأسها أغنية «أقوى من الزمان».

«غواص فى بحر النغم» مثّل استنساخاً لبرنامج «ما لا يطلبه المستمعون»، ولا يقلل هذا بحال من إبداع عمار الشريعى فى تقديمه، ومواصلته رحلة البحث عن الجميل والبديع فى الغناء المصرى، وشرح وتفكيك الأغانى وكشف مواطن التميز اللحنى والكلماتى فيها ببراعة واقتدار، لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن صاحب صك براءة الفكرة كان أولى بالاستمرار فيها، خصوصاً أنه أجاد كل الإجادة فى ذلك، ومن واصل تقديمها من بعده التزم بنفس «القالب» الذى اعتمد عليه المؤسس.

بعد نقل برنامجه إلى غيره اكتوى يوسف شوقى بإحساس حارق بالغبن، ومال إلى ترك بر المحروسة التى جحدته، سافر إلى «عُمان» وقضى ما تبقى من عمره هناك، وعندما شعر بدنو أجله أوصى بأن يُدفن فى تراب الأرض التى احترمته.. ومات ودُفن فى أرض بعيدة عن تلك التى غبنته حقه.

a

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا يطلبه المستمعون ما لا يطلبه المستمعون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon