توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيل النبوءة

  مصر اليوم -

جيل النبوءة

بقلم - محمود خليل

 

المقاومة التى تتوعد إسرائيل الفلسطينيين وتعد شعبها باستئصال شأفتها من غزة «فكرة» وليست «تنظيماً».

بإمكان إسرائيل أن تقتل مَن تقتل من المدنيين أو من عناصر المقاومة، بمقدورها أن تهدم البيوت فوق رؤوس الآمنين، فى يدها أيضاً أن تدمر البنية التحتية والمرافق والخدمات التى يعتمد عليها أهل غزة فى حياتهم، لكنها بحال لن تستطيع أن تقضى على الفكرة، فكرة المقاومة التى باتت الخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطينى، إذا لم تقم له دولة ينال فيها كافة حقوقه، يستعيد بها أرضه إلى حدود ما قبل يونيو 1967، ويسترد بها عاصمته فى القدس.

المقاومة فكرة لا تموت، بل تخرج من قلب الموت. هؤلاء الأطفال الذين ينظرون إلى نظرائهم ممن أراقت آلة القتل الإسرائيلى دماءهم هم من سيواصلون مشوار المقاومة، وسوف يخرج من بينهم من يحمل الراية جيلاً بعد جيل، ليثأر لطفولته المهدرة، وشبابه اليائس، ورجولته الجريحة، وشيخوخته التى لا يرحمها أحد.

الجريمة التى ترتكبها إسرائيل حالياً فى غزة سوف تمنح المقاومة حياة أفضل، حتى لو تمكنت آلتها العسكرية من تفكيك أوصال الفصائل الفلسطينية جميعها، فسوف يخرج من بين ركام البيوت والمنازل والمستشفيات من يشهد أن المقاومة هى السبيل الوحيد والطريق الأنسب لمواجهة إسرائيل.

خلود الفكرة حتى ولو فنى الفصيل الحامل لها مسألة لا يقول بها الواقع فقط، بل تؤكدها حقائق التاريخ أيضاً. على سبيل المثال عانت العديد من الدول العربية من الاحتلال الغربى لعشرات السنين، فى مصر احتل الإنجليز البلاد منذ عام 1882، وكان بعض المهزومين يرددون أنهم لن يخرجوا أبداً، لكن المقاومة كان لها رأى آخر، وظلت تطارد الإنجليز بالبلاد حتى خرج آخر جندى منهم بعد اتفاقية الجلاء عام 1956، كذلك كان حال المقاومة فى ليبيا حتى خرج المستعمر الإيطالى منها، وحال المقاومة فى الجزائر حتى خرج المحتل الفرنسى منها.. فالمقاومة هى الخيار الأمثل فى مواجهة الاستعمار الاستيطانى.

من رحم القصف الإسرائيلى طيلة العقدين الماضيين، خرج الجيل الذى أذاق المحتل مرارة الانكسار يوم 7 أكتوبر وما بعده، ومن رحم القصف العشوائى الذى أمطرت به غزة الباسلة على مدار الأيام الماضية سيخرج جيل جديد أشد تمسكاً بفكرة المقاومة. إن حجم المتفجرات التى ألقيت على غزة أدى إلى إخفاء أحياء بكاملها، وانتهاء أثر عائلات بمجملها، بعد أن استشهد كل من يحمل اسمها.. من وسط الحطام سوف يخرج ذلك الجيل الذى تنبأ به الشاعر الراحل أمل دنقل فى ختام قصيدة «لا تصالح»، ويصفه قائلاً: «وغداً.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملة.. يوقد النار شاملة.. يطلب الثأر.. يستولد الحق.. من أضلع المستحيل».

سوف يخرج الجيل المنتظر، جيل النبوءة، من رحم «المقاومة» التى تعيشها غزة حالياً، وسوف يكمل المهمة التى بدأها الجيل الحالى من «شباب 7 أكتوبر» الذى كشف هشاشة الإسرائيلى، الذى لا يجيد سوى قتل النساء والأطفال والتعطيش والتجويع وإظلام الحياة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل النبوءة جيل النبوءة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon