توقيت القاهرة المحلي 06:46:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الباحثون عن «كوميونتي»

  مصر اليوم -

الباحثون عن «كوميونتي»

بقلم - د. محمود خليل

من المصطلحات الجديدة التى دخلت الخدمة مؤخراً مصطلح «كوميونتى»، ويعنى ببساطة تجمعاً من الأفراد المتشابهين يضمهم مكان واحد (حى أو كومباوند أو غير ذلك).

فكرة «الكوميونتى» ليست جديدة، فمن زمان والدنيا على هذه الحال، فمثلاً أهل الأحياء الشعبية -فى السيدة زينب والحسين وبولاق وشبرا- كانوا يمثلون كوميونتى، فداخل كل حى من هذه الأحياء كان يعيش مجموعة من البشر المتشابهين، فى أخلاقياتهم، والمتقاربين فى قدراتهم الاقتصادية والاجتماعية، قد تجد بينهم فروقاً، لكنها ليست بالكبيرة.

الأمر نفسه مثلاً ينطبق على أحياء الطبقة المتوسطة، مثل المعادى والمنيل وغيرهما، والأحياء الأرستقراطية، مثل حى الزمالك، ففى النوعين من الأحياء يعيش بشر متقاربون فى السمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والثقافية.

الكوميونتى كتجمع سكنى كان موجوداً فى الماضى، والحديث عنه حالياً هو مجرد لقطة إعلانية، تغازل لدى الزبون رغبته فى العيش بين بشر «شبهه»، أو يقتربون منه فى السمات، والعامل الحاسم فى التشابه، حين يتعلق الأمر بالشراء، هو امتلاك الثمن أو العامل المادى، كذلك كان الوضع فى الماضى، وهو كذلك حالياً.

فالأصل فى القدرة على شراء العقار هو المال، الفارق بين الماضى والحاضر، فيما يتعلق بهذه المسألة، أن امتلاك ثمن العقار فى الماضى كان يتطلب -فى الأغلب- زمناً طويلاً من الكفاح، وهو أمر ما زال قائماً فى الحاضر بالطبع، لكن أضيف إليه وجود فرص لتحقيق المال السريع أو المال الناتج عن «خبطة واحدة» والذى لا يتطلب كفاحاً مجيداً أو سعياً دؤوباً، وهو أمر كان موجوداً فى الماضى، لكن ظنى أن فرصه فى عالمنا المعاصر أكبر.

على سبيل المثال: زمان كان حى الزمالك هو «كوميونتى الفنانين» فأشهر الفنانين كانوا يسكنون فيه، أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وليلى مراد وغيرهم، لم يكن الفنان من هؤلاء يستطيع أن يسكن فى هذا الحى بسهولة، وكان يمر برحلة كفاح طويلة حتى يستطيع أن ينضم إلى «كوميونتى الفنانين» فى هذه العمارة أو تلك من عمارات الحى العريق.

عبدالحليم حافظ على سبيل المثال بدأ رحلة كفاحه فى عالم الفن أوائل الخمسينات، وغنى عشرات الأغانى التى أطربت المصريين والعرب، ومثّل عدداً ضخماً من الأفلام طيلة فترة الخمسينات وحتى أوائل الستينات، بلغ عددها 14 فيلماً هى: لحن الوفاء، وأيامنا الحلوة، وليالى الحب، وأيام وليالى، وموعد غرام، ودليلة، وبنات اليوم، والوسادة الخالية، وفتى أحلامى، وشارع الحب، وحكاية حب، والبنات والصيف، ويوم من عمرى، والخطايا.

بعد هذه الرحلة من الإبداع والاجتهاد استطاع «عبدالحليم» أن ينتقل إلى شقة بالزمالك، وكان ذلك عام 1962، وبعد أن سكن هذه الشقة لم يمثل سوى فيلمين، هما: معبودة الجماهير وأبى فوق الشجرة.

تخيل كل هذا الإنتاج، أغنيات وأفلام، وكل هذا الجهد الذى أكل من صحة العندليب، رحمه الله تعالى، حتى يتمكن من الانضمام إلى «كوميونتى الزمالك».. تخيل اليوم يمكن لشخص يتوارى صوته خجلاً أمام صوت عبدالحليم أن يشترى شقة تمليك فى الزمالك فى خبطة «أرجزة صوتية» واحدة!!

     

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباحثون عن «كوميونتي» الباحثون عن «كوميونتي»



GMT 15:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

سوريا بين المستقبل و«الحكم الأصولي»

GMT 15:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

سوريا.. أى مسار مستقبلى؟

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل وثمن إسقاط الأسد

GMT 15:33 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

أنا المدير.. أنا لست جيدًا بما يكفى

GMT 08:31 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الملاذ

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وبقيت للأسد... زفرة

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الشرع والعقبة

GMT 08:23 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا: مخاوف مشروعة

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
  مصر اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
  مصر اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
  مصر اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon