توقيت القاهرة المحلي 05:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قَسَم «الزوال»

  مصر اليوم -

قَسَم «الزوال»

بقلم - محمود خليل

في إحدى جولات معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص في خلافة عمر بن الخطاب، وهي واقعة نهر شير، وقف هاشم بن عتبة ينظر إلى جنود الفُرس، ويستمع إليهم وهم يقسمون: لا يزول مُلك فارس ما عشنا، بعدها فوجئ بهم يدفعون بأسد كبير في اتجاه المسلمين، يخوفونهم به، كان من الطبيعي أن يصاب الناس بالرعب ويهرولون، لكن «هاشم» ثبت في مكانه، وأخذ ينظر إلى الأسد القادم، التقط سهمه وأخذ يتحين الفرصة لاصطياده حتى تمكن منه، ثم صعقه بسيفه، وقد فعلها في مشهد أبهر كل من حوله، وجعل الخائفين يطمئنون ويهتفون باسمه، ويمجدون سيفه ويطلقون عليه «المتين»، أما القائد سعد بن أبي وقاص فقد أقبل عليه وقبّل رأسه، تقديرًا له على ما فعل.

قد يرى البعض في هذه القصة نوعًا من المبالغة، لكن العقل يمكن أن يقبلها في ظرفها وسياقها، فاستخدام الحيوانات الشرسة أو المفترسة كان شائعًا في ذلك الزمان، يستخدمه العديد من الأطراف التي دخلت في حروب ضد أهل الجزيرة العربية. فقد استخدم الأحباش الفيلة في حملة أبرهة على مكة، واستخدم الفرس الأسود في مواجهة الزحف العربي عليهم بقيادة سعد بن أبي وقاص.

وإذا كان هاشم بن عتبة قد اشتهر بين معاصريه بهذه الواقعة العجيبة، فإن كتاب التاريخ لم يهتموا به بما يكفي، لأنه كان من المنحازين إلى علي بن أبي طالب ضد معاوية وحارب معه في «صفين»، رغم أن البعض يصنفه ضمن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، أو من كبار التابعين في أقل تقدير، وهو أيضًا ابن شقيق سعد بن أبي وقاص، وواحد من قواد معركة القادسية بجولاتها المختلفة.

لم يظهر دور هاشم بن عتبة ويلمع اسمه فوق سطور كتب التاريخ إلا في معركة القادسية، حين تمكن من اصطياد الأسد الذي أرعب جنود سعد بن أبي وقاص، ثم حمل على الفرس فأزالهم عن أماكنهم وهزمهم، وهو يتلو قوله تعالى: «أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال»، وقد أراد «هاشم» من خلال هذا الاستدعاء القرآني التلميح إلى ما أقسم به جنود كسرى من قبل: «لا يزول ملك فارس ما عشنا». كان المشهد جديرًا باسترجاع إحدى الآيات التي تحمل معنى عميقًا يصف ما حدث فيه وغيره من المشاهد الإنسانية الشبيهة.

وقوله تعالى «أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال» جزء من الآية القرآنية الكريمة التي تقول: «وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال». والآية جزء من خواتيم سورة إبراهيم، ومثلها مثل كل خواتيم السور القرآنية، يفضي التأمل المتعمق لها إلى استخلاص العديد من السنن أو القوانين التي تحكم أساليب تفكير وسلوك البشر على اختلاف الزمان والمكان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قَسَم «الزوال» قَسَم «الزوال»



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:03 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

محاضرة فنية للاعبي الأهلي قبل مواجهة بيراميدز

GMT 17:40 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

شمس البارودي تحسم الجدل حول مرض حسن يوسف

GMT 01:41 2020 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محاضرة نظرية من بيتسو موسيماني وتمرين خفيف للاعبي الأهلي

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حبس لاعب الأهلي شادي رضوان لاتهامه بقتل سيدة خطأ

GMT 11:19 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أتلتيكو مدريد يسعى لمداواة جراحه أمام سالزبورج النمساوي

GMT 07:18 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:16 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 22:31 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

البورصة الأردنية ترتفع 0.04% في أسبوع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon