توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعاء «الأسانسير»

  مصر اليوم -

دعاء «الأسانسير»

بقلم - د. محمود خليل

يعالج فيلم "بين السما والأرض" للمخرج المبدع الراحل "صلاح أبو سيف" فكرة قديمة متجددة، حول ردود فعل الإنسان الذي يوضع في مأزق، والتحولات التي تطرأ عليه، خلال حظات المحنة، والانقلابات التي يمكن أن تقع له، حين يمن الله عليه بالخروج منها.

مجموعة من الشخصيات المثيرة اجتمعت في لحظة قدرية داخل مصعد تعطل بهم فجأة، وباتوا جميعاً مهددين بالموت بداخله: لص سارق، وزعيم عصابة، ومجنون هارب، وزوجة خائنة، وصديق استحل عرض صديقه، وعجوز متصاب يبحث عن زيجة جديدة، ومتحرش، وفتاة هاربة من أهلها إلى حبها، وثري سابق يحتقر العصر الذي انتصر للفقير.

تعيش هذه المجموعة من الشخصيات المتنافرة محنة مشتركة، تذكّر كلاً منهم بعلته والمرض الذي سكن نفسه فساقه، إلى هذا الموقف العصيب، يعاندون في البداية، أملاً في الخروج، لكن مع مرور الوقت يبدأ اليأس في التسرب إلى قلوبهم، فيأخذ كل منهم في مراجعة نفسه وتذكيرها، فيدرك خطأه ويثوب إلى عقله، ويعزم على أن يصبح شخصاً جديداً إذا أنجاه الله تعالى من المحنة التي يعيشها.

وشاء الله أن يخرج الجميع من المأزق، وبمجرد الخروج، وجدت كل شخصية منهم نفسها في الأتون من جديد، فكرت في التوبة التي تابتها داخل الأسانسير، والدعاء الذي دعته لله، والعزم الذي أبدته على عدم العودة إلى ما كانت عليه، لكن سرعان ما نست كل شىء، وعادت إلى سيرتها الأولى.إنه المعنى الذي تشتمل عليه الآية الكريمة التي تقول: "وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون".

فيلم بين السما والأرض ضم مجموعة متلألئة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت، وهو من تأليف صاحب جائزة نوبل "نجيب محفوظ"، وسيناريو وحوار واحد من أبدع وأنجب من عملوا في هذا المجال، وهو السيد بدير، وإخراج "صلاح أبو سيف"، ولست بحاجة إلى أن أقول لك من هو صلاح أبو سيف، ورغم ذلك فقد رسب الفيلم عند عرضه في دور السينما عام 1959، ولم يقبل عليه أحد.

وكان حظه أفضل نوعاً ما حين عُرض في التليفزيون.

ويبدو أن السبب في عدم استيعاب الأفلام التي تحمل أفكاراً كبرى، مثل فيلم "بين السما والأرض" في البدايات، يتعلق بصعوبة امتصاص أو هضم محتواها، لكن الناس تستوعبها بمرور الوقت، خلافاً للأفلام التي تحمل أفكاراً استهلاكية، إذ يمكن التهامها وهضمها بسهولة، لكنها لا تعيش.

ويبدو أن الشخصية المصرية -خلال النصف الأول من القرن العشرين- كانت أقدر على استيعاب العديد من الأفكار الكبرى التي ظهرت في أفلام تصف التحولات التي يمكن أن تطرأ على الشخصية الإنسانية، تحت ضغوط معينة -مثل فيلم "النائب العام" على سبيل المثال، ثم أصيبت بعد ذلك بعسر هضم فيما يتعلق بالأفكار الشبيهة، رغم رشاقة النص السينمائي الذي قدمه "صلاح أبو سيف"، رحمه الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعاء «الأسانسير» دعاء «الأسانسير»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon