توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رؤوس محشوة «تبن»

  مصر اليوم -

رؤوس محشوة «تبن»

بقلم - د. محمود خليل

يبدو أن خصوم الأمس رأوا أن يتوحدوا في مواجهة عدوهم المشترك، ونقصد بخصوم الأمس كل من عثمان بك البرديسي ومحمد بك الألفي.

كان الألفي ما زال يناوش من "طُرا"، في حين كان "البرديسي" يخطط من الصعيد، بعد أن هرب إليه، بسبب هزيمته من محمد علي، وكسر عساكره على يده، وهربت إليه زوجته بعد فترة من الزمن، وبلغ الأمر الوالي العثماني فقبض على شقيقها، وحبسه لبعض الوقت، ثم أفرج عنه بشفاعة السيد أحمد المحروقي، شاهبندر تجار المحروسة.

أُغري الأميران بما سمعاه عن جمود الموقف بين الكتلة الثائرة التي تريد خلع "خورشيد باشا"، وإصرار الأخير على عدم النزول من القلعة إلا بفرمان صادر من السلطان العثماني، وأخذ يصرخ بأنه الوالي الشرعي، لكن الأميرين لم يعلما، وهما يخططان معاً للتخلص من محمد علي، أن ماءاً كثيراً قد جرى في نهر الأحداث، وأن الموقف تغير، وأن الوالي نزل وصعد مكانه محمد علي، بفرمان رسمي.

توافق "البرديسي والألفي" على وضع خطة إسناد للوالي المحاصر داخل القلعة. وُزيّن لهما الأمر بعد أن علما أن المشايخ خلعوا أيديهم، وطلبوا من محمد علي أن يواجه الوالي بنفسه بعيداً عنهم، وأن الشارع هدأ نسبياً، وعاد الناس إلى حياتهم الطبيعية، لكن حظهم أن الخطة وصلت إلى القاهرة بعد فوات الأوان، بسبب تقنيات الاتصال في ذلك الزمان.

والمتأمل لها ولما كانت عليه الأوضاع عام 1895 يستطيع أن يخلص إلى أن نجاحها كان وارداً، ولو حدث ذلك لتغير وجه تاريخ "المحروسة".

يشير "الجبرتي" إلى أن تفاصيل الخطة تم كشفها بعد القبض على أحد الفرسان، خلال محاولة تسلله إلى القلعة ليلاً، وكان يظن أن ساكنها هو خورشيد باشا، ووجدوا معه أوراقاً، فحملوه بما معه إلى محمد علي باشا، وتم فحص ما معه من أوراق، فوُجد ضمنها خطاب إلى الوالي المخلوع من اثنين من المماليك، يخبرانه فيه أنه صباح يوم الجمعة (تم القبض على حامل الرسالة يوم الأربعاء)، ستقوم القوات المملوكية المعسكرة في الجيزة بإطلاق 7 صواريخ في الجو، سيصل صداها إلى القلعة.

وما إن تنطلق الإشارة فليس على الوالي سوى أن يبدأ في إطلاق المدافع والقنابل والرصاص على محاصريه خارج القلعة، ليكبس بعدها "البرديسي" بقواته من "الجيرة"، و"الألفي" بقواته من "طرا" على عساكر محمد علي ويفكوا الحصار المضروب حول الوالي الشرعي.

هاج محمد علي وماج لما قرأ الرسالة، وأمر بقتل حاملها وإلقائه في بركة الأزبكية، وأدرك أن كلا الأميرين ليسا بتاركيه، لكنه لم يكن يدري حتى اللحظة ماذا يفعل معهما، وخصوصاً مع محمد بك الألفي، وكانت عداوته له أشد ضراروة من عداوة "البرديسي"، ولم يجد شيئاً يفعله في ذلك الوقت، سوى محاولة مضحكة لإبهام الأهالي بأنه قضى على خصومه من المماليك، بأن علق رؤوس محشوة تبن لسبعة منهم -تتصدرها رأس الألفي- على السبيل المواجهة لباب زويلة، وعلق ورقة على كل رأس فيما اسم صاحبها، وكان على رأسهم بالطبع محمد الألفي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤوس محشوة «تبن» رؤوس محشوة «تبن»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon