توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صرخة «امرأة» في وجه «طاغية»

  مصر اليوم -

صرخة «امرأة» في وجه «طاغية»

بقلم - د. محمود خليل

بعد أن ولغت سيوف الغدر فى دماء بنى الأكرمين فوق تراب «كربلاء»، سار ركب مَن بقى من أهل بيت النبى من نساء وصبية حزيناً كسيراً، ووكّل بهم عمر بن سعد مَن يحرسهم ويرعاهم، ثم أركبوهم على الرواحل فى الهوادج.مرت السيدة زينب ومَن بصحبتها على مكان المعركة، ورأوا «الحسين» وأصحابه مطروحين هنالك، فبكت وندبت وأبكت على سبط رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المطروح بالعراء.وصل الركب الكوفة، ودخلت السيدة زينب فى أرذل ثيابها، وقد تغير شكلها، فما رآها عبيد الله بن زياد -كما يحكى ابن كثير- قال: «مَن هذه؟، فلم تكلمه، فقال بعض إمائها: هذه زينب بنت فاطمة، فقال الحمد لله الذى فضحكم وقتلكم، فقالت: بل الحمد لله الذى أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيراً، لا كما تقول، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، قال: كيف رأيت صنع الله بأهل بيتكم؟. فقالت كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فيحاجونك إلى الله.غضب ابن زياد واستشاط، فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير إنما هى امرأة، وهل تؤاخذ المرأة بشىء من منطقها؟واصل الركب الحزين سيره من الكوفة - مصحوباً برأس الحسين بن على- حتى وصل إلى الشام، ودخلوا على يزيد بن معاوية.وقد بلغت الغشومة بيزيد مبلغاً دفعه إلى التفكير فى أخذ نساء بيت النبوة سبايا له ولرجاله، لولا صمود السيدة زينب التى وقفت أمام الطاغية وقفة صلبة ألجمته بها.يحكى «ابن كثير» فى «البداية والنهاية» أن رجلاً من أهل الشام قام إلى «يزيد»، فقال: يا أمير المؤمنين هب لى هذه (يعنى فاطمة بنت على)، وكانت جارية وضيئة فارتعدت فزعة من قوله، وظنت أن ذلك جائز لهم، فأخذت بثياب أختها «زينب» وكانت أكبر منها وأعقل، وكانت تعلم أن ذلك لا يجوز، فقالت لذلك الرجل: كذبت والله وما ذلك لك وله، فغضب «يزيد» فقال لها: كذبت والله، إن ذلك لى، ولو شئت أن أفعله لفعلت، قالت: كلا والله ما جعل الله ذلك لك، إلا أن تخرج من ملتنا، وتدين بغير ديننا، قالت: فغضب «يزيد» واستطار، ثم قال: إياى تستقبلين بهذا، إنما خرج من الدين أبوك وأخوك، فقالت زينب: بدين الله ودين أبى ودين أخى وجدى اهتديت أنت وأبوك وجدك، قال: كذبت يا عدوة الله، قالت: أنت أمير المؤمنين مسلط تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك، قالت: فوالله لكأنه استحى فسكت».أمر «يزيد» بعد ذلك بإعادة أهل البيت إلى المدينة فى رعاية رجل أمين معه رجال وخيل ومعهم على بن الحسين، ثم أنزل النساء عند حريمه فى دار الخلافة، فاستقبلهن نساء آل معاوية يبكين وينُحن على «الحسين»، ثم أقمن المناحة ثلاثة أيام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة «امرأة» في وجه «طاغية» صرخة «امرأة» في وجه «طاغية»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon