توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صرخة «امرأة» في وجه «طاغية»

  مصر اليوم -

صرخة «امرأة» في وجه «طاغية»

بقلم - د. محمود خليل

بعد أن ولغت سيوف الغدر فى دماء بنى الأكرمين فوق تراب «كربلاء»، سار ركب مَن بقى من أهل بيت النبى من نساء وصبية حزيناً كسيراً، ووكّل بهم عمر بن سعد مَن يحرسهم ويرعاهم، ثم أركبوهم على الرواحل فى الهوادج.مرت السيدة زينب ومَن بصحبتها على مكان المعركة، ورأوا «الحسين» وأصحابه مطروحين هنالك، فبكت وندبت وأبكت على سبط رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المطروح بالعراء.وصل الركب الكوفة، ودخلت السيدة زينب فى أرذل ثيابها، وقد تغير شكلها، فما رآها عبيد الله بن زياد -كما يحكى ابن كثير- قال: «مَن هذه؟، فلم تكلمه، فقال بعض إمائها: هذه زينب بنت فاطمة، فقال الحمد لله الذى فضحكم وقتلكم، فقالت: بل الحمد لله الذى أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيراً، لا كما تقول، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، قال: كيف رأيت صنع الله بأهل بيتكم؟. فقالت كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فيحاجونك إلى الله.غضب ابن زياد واستشاط، فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير إنما هى امرأة، وهل تؤاخذ المرأة بشىء من منطقها؟واصل الركب الحزين سيره من الكوفة - مصحوباً برأس الحسين بن على- حتى وصل إلى الشام، ودخلوا على يزيد بن معاوية.وقد بلغت الغشومة بيزيد مبلغاً دفعه إلى التفكير فى أخذ نساء بيت النبوة سبايا له ولرجاله، لولا صمود السيدة زينب التى وقفت أمام الطاغية وقفة صلبة ألجمته بها.يحكى «ابن كثير» فى «البداية والنهاية» أن رجلاً من أهل الشام قام إلى «يزيد»، فقال: يا أمير المؤمنين هب لى هذه (يعنى فاطمة بنت على)، وكانت جارية وضيئة فارتعدت فزعة من قوله، وظنت أن ذلك جائز لهم، فأخذت بثياب أختها «زينب» وكانت أكبر منها وأعقل، وكانت تعلم أن ذلك لا يجوز، فقالت لذلك الرجل: كذبت والله وما ذلك لك وله، فغضب «يزيد» فقال لها: كذبت والله، إن ذلك لى، ولو شئت أن أفعله لفعلت، قالت: كلا والله ما جعل الله ذلك لك، إلا أن تخرج من ملتنا، وتدين بغير ديننا، قالت: فغضب «يزيد» واستطار، ثم قال: إياى تستقبلين بهذا، إنما خرج من الدين أبوك وأخوك، فقالت زينب: بدين الله ودين أبى ودين أخى وجدى اهتديت أنت وأبوك وجدك، قال: كذبت يا عدوة الله، قالت: أنت أمير المؤمنين مسلط تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك، قالت: فوالله لكأنه استحى فسكت».أمر «يزيد» بعد ذلك بإعادة أهل البيت إلى المدينة فى رعاية رجل أمين معه رجال وخيل ومعهم على بن الحسين، ثم أنزل النساء عند حريمه فى دار الخلافة، فاستقبلهن نساء آل معاوية يبكين وينُحن على «الحسين»، ثم أقمن المناحة ثلاثة أيام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة «امرأة» في وجه «طاغية» صرخة «امرأة» في وجه «طاغية»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon