توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رغي وهبد وشات

  مصر اليوم -

رغي وهبد وشات

بقلم - د. محمود خليل

الحياة تحولت إلى صراخ.. رغى وهبد وشات.. 24 ساعة كلام بالفويس أو بالفيديو أو بالكتابة.. عجيب أمر جدى الذى كان يتكلم دون أن تتحرك شفتاه.. كان يسقينى المعنى فى الوريد.. وما أسرع ما كان يستقر فى خلايا عقلى ووجدانى.. كان يخاطبنى بالصمت.. أو ربما كان يساعدنى بطريقته الخاصة على تقطير المعانى من داخلى إلى داخلى.. ربما كان الذى يناجينى هو صوت من داخلى كشفته محنة كورونا وليس جدى.كانت هذه المعانى تتجول داخل نفس «آدم الصغير» وهو يسترجع التجربة ويستعيد محطات الرحلة، حين دخلت عليه أمه قائلة:

- الأم: يا ابنى هى العزلة بقت عندك هواية.. ربنا يلعن كورونا وكل الفيروسات اللى فى الدنيا.. ليه ما بتنزلش تقابل أصحابك وتتكلم معاهم تفك عن نفسك شوية.. انت الحمد لله خفيت.. عملوا لك مسحتين طلعوا سلبى.

- الشاب: هو بابا فين؟

- الأم (ساخرة): بيشيت ع التليفون مع شلة مصر الجديدة.. اتعلم من أبوك.. ما انت طول عمرك نفسك تعمل زيه.. يبقى عندك شلة فى أكتر من حتة.. بردو التغيير حلو.يتركها آدم وينزل للقاء شلة «إكسبريسو» التى تعود أن يتناول معهم هذا المشروب داخل السيارة. يلاحظ صديقه «زياد» حالة الصمت التى انتابته مؤخراً فيقول له:

- زياد: يا عم الساكت.. روق حالك من موضوع كورونا.. الحمد لله عدت على خير.

- آدم: الحمد لله.. أنا شفت الموت بعينيا.

- زياد: كبّر وانسى.. وبعدين انت أسد المعادى ما تأثرش فى كورونا ولا مورونا.. يا عم ده انت كلتها بسنانك.. موت إيه اللى انت جاى تقول عليه!.

- آدم: انت مش فاهمنى.. بقول لك شفت الموت.. يعنى شفت الأموات وكلمتهم.. قابلت جدى وحكى لى حاجات كتير أوى.. مكنتش أعرفها.

- زياد (ساخراً): أى.. همه كانوا بيدوك إيه بالظبط فى المستشفى يا كبير؟

- آدم: انت عارف.. أنا حتى السيجارة ما بشربهاش.. مش غاوى الكلام ده.

- زياد: لأ أنا بقول جايز ادوك أنواع معينة من الأدوية فيها مخدرات.

- آدم: يا عم ادونى بروتوكول العلاج.. مخدرات إيه بس!.

- زياد: يبقى كنت بتحلم.. على فكرة انت كنت بتهلوس كتير وانت نايم.

- آدم: الصندوق هو اللى هيثبت أنا كنت نايم ويهلوس.. ولا اللى شفته حقيقة.

- زياد (باستغراب): صندوق؟!.. صندوق إيه؟!.يعود آدم إلى المنزل، يجد أمه تجهز العشاء.. وأبوه جالس على المائدة.. يعبث كعادته فى الموبايل.. يجلس أمامه ويتأمل فيه.. تأتى الأم بعد أن انتهت من تجهيز المائدة وتدعوهم إلى تناول عشائهم.. وتمسك هى الأخرى بجهاز الموبايل.. تعبث فيه بيد وتأكل باليد الأخرى.. مثلما يفعل الأب.يتوجه آدم إلى أبيه قائلاً:

- آدم: الصندوق فين يا بابا؟.

- الأب (ضاحكاً.. ومستغرباً): صندوق إيه؟

- آدم: صندوق جدى.

- الأب (وهو يعبث فى الموبايل): الله يرحمه.. (باستغراب): إنما صندوق إيه ده اللى سابه؟

- آدم: الصندوق اللى فيه الخاتم اللى ورثه عن جده والكتب اللى ألفها.

- الأب (متعجباً): وإيه اللى عرفك بالحدوتة دى؟

- آدم: يعنى فعلاً فيه صندوق سابه جدى آدم.. وفيه الحاجات دى؟.

- الأب: أيوه.. بس بردو عرفت منين؟.

- آدم (بارتياح): الحمد لله.

- يكرر الأب السؤال: عرفت منين؟.

- آدم: رسالة من السماء.

ينظر الأب والأم إلى بعضهما باندهاش.

a

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رغي وهبد وشات رغي وهبد وشات



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon