توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيل الألفية

  مصر اليوم -

جيل الألفية

بقلم - د. محمود خليل

أذكر أننى حدثتك ذات مرة عن «الجيل زد»، وهو جيل الشباب من مواليد أواخر التسعينات وبداية الألفية الجديدة، هذا الجيل كان محل اهتمام كبير وخطير خلال تفاعلات انتخابات التجديد النصفية للكونجرس الأمريكى (أوائل شهر نوفمبر الحالى)، وأسفرت عن فوز «الحزب الجمهورى» بأغلبية بسيطة، ولم يكتسح «الحزب الديمقراطى»، كما كان متوقعاً، والفضل فى ذلك يعود إلى الجيل زد، أو جيل الألفية، سمِّه ما شئت.نشأ هذا الجيل فى ظرف تكنولوجى يختلف أشد الاختلاف عن الأجيال التى سبقته.

فهو لم يشعر بالمفاجأة التى شعرت بها الأجيال الأقدم وهى ترى أجهزة الكمبيوتر الشخصى تقتحم حياتها، لتخرجها من كهوف الورق إلى العالم الإلكترونى، ولم يحس بما أحسّت به من دهشة وهى تمسك فى يدها الساحر الصغير المسمّى الموبايل، وتنتقل به حيث تشاء، وتتواصل منه مع غيرها وقتما تريد، وتواصلت دهشة الأجيال الأقدم بعد ذلك حين اقتحمت شبكة الإنترنت الحياة، وباتت منصاتها الأداة الأهم للتعليم، والعمل، والتسوق، والبيع والشراء، والتسلية وإشباع الهوايات، والتواصل مع الآخرين.

اهتمام كبير يوليه الأمريكان لهذا الجيل، إذ يرون فيه محركاً مهمّاً لأحداث الحاضر وتفاعلات المستقبل، وأن مساحة تأثيره تزيد شيئاً فشيئاً مع انسحاب الجيل الأقدم من ساحات العمل ومسارح الحياة، وقد كانت انتخابات التجديد النصفى مناسبة جيدة للحديث عن هذا الجيل والتأثير الذى يمكن أن يُحدثه فى نتائجها، فهو يضم كتلة عريضة من المواطنين الشباب يصل تعدادها إلى 50 مليون شخص، وتتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً، ويمتاز برؤية أكثر حسماً نحو ما يواجهه فى كثير من قضايا، يرى أن الأجيال القديمة تلكأت فى حسمها، واعتمدت فى معالجتها على منهجية «تقديم رجل وتأخير رجل»، مثل قضايا الإجهاض، والحق فى الدفاع عن النفس، وغير ذلك، وهو لا يتحرك بولاء ثابت لأىٍّ من الحزب الجمهورى أو الديمقراطى، بل ولاؤه الأول لما يؤمن به.

توجه كل جيل يبدو طبيعياً، فالأجيال الأقدم نشأت وتربّت وتعلّمت وتثقفت وعملت فى ظل أجواء يسودها التحفّظ، فى حين أن جيل الألفية نشأ فى بيئة تكنولوجية وفّرت أدوات جديدة تدخّلت فى تربية وتعليم وتثقيف وتحديد أساليب ومجالات العمل، بالنسبة لأفراده، وقد توسّع تأثير هذه الأدوات بصورة أكثر حدّة لدى الجيل التالى، الذى يطلق عليه الجيل «ألفا»، الذى وُلد خلال العقد الثانى من الألفية الجديدة (من 2010 - 2020).

الأجيال الجديدة، سواء زد أو ألفا، وُلدت وتربت فى ظل أجواء حدثية شديدة التقلب، تجد ذلك حاضراً فى أحداث 11 سبتمبر 2001، والغزو الأمريكى للعراق 2003، ثم أحداث الربيع العربى 2011، وغير ذلك.

تفاعل جيل الألفية مع هذه الأحداث وغيرها كان يتم بشكل مغاير كل المغايرة للطرق التى اعتمدت عليها الأجيال السابقة عندما تفاعلت مع الأحداث التى عاشتها.

أبناء جيل الألفية هم الأكثر جدارة بوصف «المواطن الرقمى»، لأنهم أقدر من غيرهم على التعامل مع مصادر المعلومات الرقمية، بخيرها وشرها وحلوها ومرها، وهو الأشد تأثّراً بها، بحيث يمكن القول إن هذا الجيل بات يشكل الكتلة الحرجة داخل الكثير من المجتمعات، يشهد على ذلك الالتفات الواضح من جانب المحللين السياسيين لدوره فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل الألفية جيل الألفية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon