توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في مسألة «الرزق»

  مصر اليوم -

في مسألة «الرزق»

بقلم - د. محمود خليل

كلنا يؤمن أن الله تعالى هو «الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ» وأن رزق الإنسان مكتوب عند الله تعالى: «وَفِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ».. ولا يدرى الإنسان ما هو مخبأ له على هذا المستوى «وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا».لقد أراد الله فى قرآنه الكريم أن يعلمنا أن «الرزق بيده وحده» وليس بيد أحد من عباده، وأن على الإنسان ألا يهدر نفسه أو يسكب كرامته على باب أحد من أجل الحصول على رزقه.

تأكيد القرآن الكريم على حقيقة أن الرزق فى السماء، لا يصلح كبوابة لتبرير الفقر أو الحرمان، لأنه دعوة إلى إعلاء الكرامة، ونهى للإنسان عن المذلة عند طرق أبواب الرزق، وتحذير من طأطأة الرأس أمام فرد أو كيان، لأنه يشكل مصدر رزقه.

الله تعالى لا يرضى لعباده المهانة وهو الذى كرمهم جميعاً دون أى تمييز: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا».ربط مسألة الرزق بالسماء يمثل دعوة من الخالق العظيم لبنى آدم إلى عدم إهدار أنفسهم أمام بعضهم البعض، وليس معناه إهدار الاجتهاد أو الأخذ بالأسباب من أجل اكتساب الرزق، لأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.الله تعالى أوجد الإنسان على الأرض وطلب منه السعى والعمل والتماس الرزق فى دروبها: «هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»..

الرزق إذن مقدّر فى السماء، لكن لا بد من السعى إليه على الأرض، وعندما يركن الإنسان إلى الكسل، أو يلتمس الطرق الخاطئة فى البحث عنه، فعليه ألا يلوم إلا نفسه، ولا يتمحك بالسماء، أو يتأمل أن السماء التى قدرت عليه رزقه فى لحظة سوف تبسط الرزق له فى أخرى، وهو جالس لا يفعل شيئاً.المحك دائماً هو السعى على الأرض، فهناك من يسعى فى إعمار أركانها امتثالاً لرسالة الإنسان على الأرض: «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا».

وهناك من يسعى فيها سعياً فاسداً: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ».من يتخذ الوسائل الخطأ فى السعى عليه ألا ينظر إلى ثمرة سعيه كنتيجة قدرية، وكذلك من يتخذ الوسائل الصائبة، فكلاهما يقف أمام نتائج وضع لها مقدمات على الأرض.

والله تعالى وعد البشر جميعاً ودون أى نوع من التمييز بأن من يحتكم إلى مقدمات صائبة لا بد أن يصل إلى نتائج مفيدة: «وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى».الرزق طلب على الأرض وقدر فى السماء، وللمصريين مثل بديع يرددونه فى هذا السياق يقول: «عزم وقرط وأكل العيش نصيب»، الاجتهاد فى تصويب الأخطاء وحل المشكلات أجدى من البحث عن شماعات من السماء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مسألة «الرزق» في مسألة «الرزق»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon