توقيت القاهرة المحلي 18:54:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من «أم كلثوم» إلى المماليك

  مصر اليوم -

من «أم كلثوم» إلى المماليك

بقلم - د. محمود خليل

الناس بطبيعتهم مختلفون، يصعب أن يتفقوا على رأى أو شخص أو موقف أو فكرة من الأفكار. على وتر الاختلاف يعمل الاقتصاديون ومنتجو السلع والخدمات، فتجد على نفس الرف عشرات الأنواع من نفس السلعة، وكل سلعة تجد سوقها، لذلك قيل «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع».

الاختلاف إذاً هو الحالة الطبيعية للبشر، لكن يحدث فى بعض الأحوال أن يسعى البعض إلى تحويل الاختلاف إلى انقسام، وهنالك تظهر الخطورة.

زمان اختلف الناس على عبدالحليم حافظ، فكان هناك من يعشق صوته، وهناك من يقلل من قيمة فنه ويرى أن صوت محمد قنديل أقوى منه وأكثر قدرة على الأداء المتميز، خرج فى عصر العندليب المطرب كمال حسنى وشدا بأغنية «غالى عليا»، الأغنية كسّرت الدنيا، وبدأ البعض يتحدث عن أن المطرب الجديد سيسحب البساط من أسفل أقدام «عبدالحليم»، ولم يحدث ذلك، إذ سرعان ما انطفأ نجم كمال حسنى.

اختلف جمهور «أم كلثوم» على أغنياتها، فهناك من انحاز قلباً وقالباً إلى الأغانى التى لحنها «السنباطى»، وهناك من انحاز إلى كلثوميات عبدالوهاب، والبعض قال لا هذا ولا ذاك، بل كلثوميات بليغ حمدى.

الاختلاف فى الأذواق مسألة بشرية إنسانية، مثله مثل الاختلاف فى الآراء والمواقف ووجهات النظر، لكن الخطر كل الخطر أن يمسك الطرفان المختلفان فى خناق بعضهما البعض، ولا يحدث هذا إلا فى الحالة التى يتحول فيها الاختلاف إلى انقسام، يتربص فيه كل فريق بالآخر.

ثمة وسيلة بسيطة للغاية يمكن من خلالها تحويل أى اختلاف إلى انقسام. فالمختلفون عادة ما يتوزعون على فريقين، وليس على الأصابع التى تريد الانقسام سوى أن تتحرك لدعم فريق على حساب فريق آخر، وحبذا لو كان هذا الفريق هو الأقل على مستوى أنصاره أو المنحازين له. فاستفزاز الفريق الأكبر عدداً أو الأكثر أنصاراً هو وحده الكفيل بإشعال المواقف.

زمان انقسم أمراء المماليك إلى فريقين: «القاسمية» و«الفقارية»، الفريق الأول من أتباع قاسم بك، والثانى أنصار «ذو الفقار بك»، والفريقان متناحران متحاربان، كلما ضعف منهما فريق وجد من يدعمه ويحاول إقالة عثرته، مما يستفز الفريق الآخر، فيشتعل الصراع من جديد.

وعلى المستوى الشعبى توزع البشر العاديون ما بين فريقين: أولهما فريق «أولاد البلد» من المواطنين العاديين، وثانيهما «أولاد الناس» يعنى أولاد الأمراء المماليك. كان أولاد الناس يجدون من يشعل غضبهم -بحكم أنهم الفريق الأقل عدداً- ضد أولاد البلد فيسومونهم سوء العذاب، ويطاردونهم فى الشوارع والبيوت.

إذا كان الاختلاف صحة.. فالانقسام مرض. فالاختلاف سنة من سنن الله فى خلقه، لكن الانقسام خطر يهدد المجتمعات، وينذر بما هو أخطر على مستقبلها.. قد يجد البعض فى أجواء الانقسام مناخاً مواتياً للاستمرار، لكن يبقى أن صالح المجموع يرتبط بعدم تحويل الاختلافات البشرية الطبيعية إلى عداءات تؤدى إلى التناحر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «أم كلثوم» إلى المماليك من «أم كلثوم» إلى المماليك



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon