توقيت القاهرة المحلي 19:27:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحبة الإيمانية

  مصر اليوم -

الصحبة الإيمانية

بقلم - د. محمود خليل

ربع قرن من الزمان قضاها النبى، صلى الله عليه وسلم، زوجاً للسيدة خديجة.كان حزنه عميقاً على رحيل السيدة التى قضى معها زهرة شباب عمره، حتى بلغ الخمسين، لكن الحياة مضت، ووضعت الأقدار فى طريقه سودة بنت زمعة، فتزوجها فى سياق تجلّت فيه إنسانيته الفياضة.

حينها كانت «سودة» أرملة مسلمة مات عنها زوجها عمرو بن السكران، الذى آمن مع زوجته برسالة محمد، صلى الله عليه وسلم، واشتد أذى المكيين لهما، فى سياق الحملة التى خاضوها لإرجاع من آمن إلى حظيرة الشرك، فهاجرا مع من هاجر من المسلمين فى هجرة الحبشة الثانية، استقر المقام بهما هناك حيناً، ثم عادا إلى مكة بعد أن سمعا عن إسلام عمر بن الخطاب ووقوفه ضد الاضطهاد الذى يُمارس على الجماعة المؤمنة. شاء الله أن يموت عمرو -زوج سودة- خلال رحلة العودة، فدخلت مكة وهى أرملة.

رقّ قلب النبى، صلى الله عليه وسلم، لحالها، ووجد فيها إنسانة من معدن نفيس، لديها أتم الاستعداد للتضحية فى سبيل ما تؤمن به، والتضحية من أجله، فأمر الهجرة من مكة إلى الحبشة لم يكن سهلاً على امرأة فى ذلك الوقت، إلا إذا كانت تتمتّع بنفسية مناضلة مقاتلة.

هذه الروح التى امتازت بها «سودة» كانت كافية بالنسبة للنبى كسبب للاختيار، لم تكن تتمتع بما يرجى فى المرأة من مال أو جمال أو حسب أو نسب، لكن النبى اختارها لروحها المؤمنة ووفاءً لذكرى واحد من صحابته.

العلاقة بين النبى وصحابته كانت وطيدة، وكان صلى الله عليه وسلم يسعى إلى تعميقها عبر آلية المصاهرة، وكانوا من جهتهم يسعون إلى نيل هذا الشرف بكل الطرق الممكنة.

فالشيخان أبوبكر وعمر كانا أقرب المقربين إلى النبى، صلى الله عليه وسلم، ومن أشد الصحابة حرصاً على مصاهرته، وكلاهما تقدم لخطبة فاطمة بنت النبى، وتزوج عثمان بن عفان من رقية بنت النبى، وبعد وفاتها تزوج من شقيقتها أم كلثوم. وفى المقابل كان النبى حريصاً على مصاهرة أصحابة فتزوج من عائشة بنت أبى بكر، ثم من حفصة ابنة عمر بن الخطاب.

علاقات المصاهرة داخل المجتمعات القبلية تعد -كما تعلم- أداة أساسية لتوثيق العلاقات العائلية وربطها برباط وثيق، لذلك فقد حرص النبى على مصاهرة أصحابه، وحرصوا على مصاهرته.

وما أطرحه فى هذا السياق هو مجرد تفسير لوضعية المؤمنين داخل المجتمع المكى، لأن فكرة القبيلة ذابت بعد ذلك فى إطار رباط «الصحبة الإيمانية»، وعندما هاجر النبى إلى المدينة المنورة شكّل رباط الصحبة الإيمانية الأساس الذى ارتكزت عليه العلاقات داخل المجتمع الجديد، فانصهر المهاجرون والأنصار فى بوتقة واحدة.

وداخل المدينة المنورة تعدّدت زيجات النبى، صلى الله عليه وسلم، وكانت البداية الزواج بعائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها. وهى الزيجة التى أثار المغرضون والمرجفون الكثير من اللغط حولها، ساعدهم على ذلك عدم النظر بوعى إلى ما حكته كتب التراث حول تفاصيلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحبة الإيمانية الصحبة الإيمانية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon