توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحبة الإيمانية

  مصر اليوم -

الصحبة الإيمانية

بقلم - د. محمود خليل

ربع قرن من الزمان قضاها النبى، صلى الله عليه وسلم، زوجاً للسيدة خديجة.كان حزنه عميقاً على رحيل السيدة التى قضى معها زهرة شباب عمره، حتى بلغ الخمسين، لكن الحياة مضت، ووضعت الأقدار فى طريقه سودة بنت زمعة، فتزوجها فى سياق تجلّت فيه إنسانيته الفياضة.

حينها كانت «سودة» أرملة مسلمة مات عنها زوجها عمرو بن السكران، الذى آمن مع زوجته برسالة محمد، صلى الله عليه وسلم، واشتد أذى المكيين لهما، فى سياق الحملة التى خاضوها لإرجاع من آمن إلى حظيرة الشرك، فهاجرا مع من هاجر من المسلمين فى هجرة الحبشة الثانية، استقر المقام بهما هناك حيناً، ثم عادا إلى مكة بعد أن سمعا عن إسلام عمر بن الخطاب ووقوفه ضد الاضطهاد الذى يُمارس على الجماعة المؤمنة. شاء الله أن يموت عمرو -زوج سودة- خلال رحلة العودة، فدخلت مكة وهى أرملة.

رقّ قلب النبى، صلى الله عليه وسلم، لحالها، ووجد فيها إنسانة من معدن نفيس، لديها أتم الاستعداد للتضحية فى سبيل ما تؤمن به، والتضحية من أجله، فأمر الهجرة من مكة إلى الحبشة لم يكن سهلاً على امرأة فى ذلك الوقت، إلا إذا كانت تتمتّع بنفسية مناضلة مقاتلة.

هذه الروح التى امتازت بها «سودة» كانت كافية بالنسبة للنبى كسبب للاختيار، لم تكن تتمتع بما يرجى فى المرأة من مال أو جمال أو حسب أو نسب، لكن النبى اختارها لروحها المؤمنة ووفاءً لذكرى واحد من صحابته.

العلاقة بين النبى وصحابته كانت وطيدة، وكان صلى الله عليه وسلم يسعى إلى تعميقها عبر آلية المصاهرة، وكانوا من جهتهم يسعون إلى نيل هذا الشرف بكل الطرق الممكنة.

فالشيخان أبوبكر وعمر كانا أقرب المقربين إلى النبى، صلى الله عليه وسلم، ومن أشد الصحابة حرصاً على مصاهرته، وكلاهما تقدم لخطبة فاطمة بنت النبى، وتزوج عثمان بن عفان من رقية بنت النبى، وبعد وفاتها تزوج من شقيقتها أم كلثوم. وفى المقابل كان النبى حريصاً على مصاهرة أصحابة فتزوج من عائشة بنت أبى بكر، ثم من حفصة ابنة عمر بن الخطاب.

علاقات المصاهرة داخل المجتمعات القبلية تعد -كما تعلم- أداة أساسية لتوثيق العلاقات العائلية وربطها برباط وثيق، لذلك فقد حرص النبى على مصاهرة أصحابه، وحرصوا على مصاهرته.

وما أطرحه فى هذا السياق هو مجرد تفسير لوضعية المؤمنين داخل المجتمع المكى، لأن فكرة القبيلة ذابت بعد ذلك فى إطار رباط «الصحبة الإيمانية»، وعندما هاجر النبى إلى المدينة المنورة شكّل رباط الصحبة الإيمانية الأساس الذى ارتكزت عليه العلاقات داخل المجتمع الجديد، فانصهر المهاجرون والأنصار فى بوتقة واحدة.

وداخل المدينة المنورة تعدّدت زيجات النبى، صلى الله عليه وسلم، وكانت البداية الزواج بعائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها. وهى الزيجة التى أثار المغرضون والمرجفون الكثير من اللغط حولها، ساعدهم على ذلك عدم النظر بوعى إلى ما حكته كتب التراث حول تفاصيلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحبة الإيمانية الصحبة الإيمانية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon