توقيت القاهرة المحلي 00:47:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«في المشمش»

  مصر اليوم -

«في المشمش»

بقلم - د. محمود خليل

ظنى أن حسن عابدين استرد عافيته الفنية بشكل كامل أواخر الثمانينات، وقدم مسرحيته الشهيرة «ع الرصيف» عام 1987. وهى مسرحية جريئة، اشتملت على صرخات تساؤل عما يحدث فى مصر من تحولات، أعقبت سنوات الحرب والانفتاح، وما توازى معهما من كوارث فساد وإفساد، وغلاء وإفقار، وتدمير للأخلاق، وإعطاب للذمم والأخلاق، وخلافه. أداء «حسن عابدين» فى المسرحية -كما كان فى العديد من أعماله- بالصدق ناطق، وكان لذلك بالغ الأثر على الجمهور.بطريقته الصادقة التى تعود عليها الجمهور بات «حسن عابدين» ضيفاً مرحباً به على مائدة الدراما التليفزيونية، طيلة حقبة الثمانينات، وتوالت أعماله خلالها، فشملت مسلسلات: «فيه حاجة غلط»، و«نهاية العالم ليست غداً»، و«أهلاً بالسكان»، و«برج الأكابر» و«أنا وانت وبابا فى المشمش». طبعاً كان للفنان الكبير مسلسلات أخرى عديدة قبل الثمانينات، لكننى أركز على مسلسلات هذه الحقبة، لأنها مثلت صرخة تنبيه مبكرة بالكثير من المهازل التى دخل فيها المجتمع، بدءاً من حقبة التسعينات وما بعدها.حين عُرض مسلسل فيه حاجة غلط (1983) لم يكن قد مر على الدخول فى عصر الانفتاح أكثر من 9 سنوات، لكنها كانت كافية لوضع العديد من أسس التشوه التى ضربت المجتمع المصرى، وقد التقط المسلسل أبرزها وسلط الضوء عليها، وأخطرها: ركوب التفاهة لكل شىء فى المجتمع، إلى حد أن أصبح القرار معلقاً على نتيجة الدورى، وفوز الأهلى أو الزمالك به، والقرار هنا كان متعلقاً بحصول نجل بطل المسلسل «حسن عابدين» على شقة، وانهيار موظف الحكومة أمام صعود الجزارين وبائعى الفاكهة، وتراجع العلم أمام سلطان المال. والخط الأخير تم تمديده على استقامته فى مسلسل «نهاية العالم ليست غداً»، الذى مثل صرخة تنبيه مبكرة لانهيار قيمة العلم والأخلاق، أمام قيم الاستهلاك والامتلاك، الأمر الذى بات يهدد من وجهة نظر بطل المسلسل «مدرس الفلسفة» بنهاية العالم، ما دفعه إلى الاتصال بمخلوقات من العالم الفضائى لإنقاذ البشرية من وهدة التردى الأخلاقى والإنسانى. وتواصل خط التنبيه إلى الفساد الذى ضرب المجتمع ومؤسساته عبر مسلسل «أنا وانت وبابا فى المشمش».للإنصاف كانت هذه المسلسلات وغيرها تحتشد على شاشة التليفزيون المصرى، خلال فترة الثمانينات، وتبث فى ظل درجة معقولة من الحرية، شهدتها الفترة الأولى من رحلة حكم الرئيس حسنى مبارك -رحمه الله- التى امتدت من عام 1981- 1987، لكن ماء كثيراً جرى فى نهر المحروسة، بعد ذلك، قلل شيئاً فشيئاً من اهتمام المحتوى الدرامى بإثارة القضايا المهمة التى تجتهد فى تطوير وعى المشاهد وإمتاع وجدانه.كان مسلسل «أنا وانت وبابا فى المشمش» آخر عمل درامى يقوم به حسن عابدين، إذ توفى بعد إنتاجه بعام واحد (1989).. لكن من المؤكد أن أعماله ما زالت تؤرخ لسيرة فنان صادق الإحساس، يقظ الضمير، عظيم الموهبة.. ليت القنوات المصرية تهتم بإعادة بث أعماله الممتعة.. رحمه الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«في المشمش» «في المشمش»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon