توقيت القاهرة المحلي 21:39:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المثل المصري

  مصر اليوم -

المثل المصري

بقلم - د. محمود خليل

غاب "المفتي" فلعب "التاجر"، والمثل المصري يقول "غاب القط العب يا فار"، ومثل ينطبق أشد الانطباق على هذه القصة التي كان بطلاها مفتى مصر الشيخ المهدي العباسي، وشهبندر تجارها محمد المحروقي.

بدأت وقائع القصة حين مات أحد التجار الأتراك، ولم يكن له من وريث سوى ابنة واحدة، كان "المحروقي" يعلم مدى ثراء "التركي" ويريد أن يقاسم ابنته الثروة التي تقدر بـ6 آلاف كيس من الذهب، فاتفق مع أحد رجل بسيط يعمل بواباً على الذهاب إلى القاضي والادعاء بأنه ابن شقيق التاجر التركي المتوفى، ووضّب له مجموعة من الشهود الذين حلفوا زوراً على ذلك، فحكم القاضي بأن ترث الابنة 3 آلاف كيس، وابن الشقيق المزعوم مثلها.

أوجع الحكم قلب الابنة التي أحست أن ميراثها من أبيها يسرق عيني عينك، وهي لا تستطيع فعل شىء، خصوصاً وأن السرقة تتم بمعرفة شهبندر التجار الذي استولى على نصف الثروة وأعطى منها 300 دينار للبواب، ذهبت إلى دار المفتي الشيخ المهدي العباسي وسألت عنه فقيل لها أنه مسافر خارج البلاد.مكثت الفتاة غير بعيد، وعاد الشيخ "المهدي" وذهبت إليه.

استمع المفتي إلى شكايتها، وصارحها بأن القضية صعبة ومعقدة، لكن ذلك لا يمنع من المحاولة، ثم أحضر ملفها الكامل واطلع عليه بعناية، فأدرك من أول وهلة أن الحكم اعتمد على شهادة زور، واستنتج أن "المحروقي" هو من يقف وراء هذا التدبير الأثيم.

قرر "المهدي" الذهاب إلى الوالي محمد علي وإطلاعه على الأمر، وشرح له جانب التلفيق في القضية، وأن الحكم فيها اعتمد على شهود زور دفع لهم "المحروقي"، فأصدر الوالي أوامره بنقض الحكم وفتح القضية من جديد.

انعقد مجلس القضاء من جديد، في حضور الوالي والعلماء والمحروقي شهبندر التجار، وطلب القضاة من "المهدي" إبراز الأدلة والبراهين على ما يزعمه، فاتهم الجميع باستخلاص الحكم من شهادة زور، طلبوا منه الدليل على ذلك، وقبل أن يبرز لهم دليله صرخ فيه "المحروقي": احترم العلماء كما يحترمونك يا شيخ مهدي.

فرد المفتي بحدة أكبر: يا محروقي هل أنت معنيّ بهذه القضية؟ فإذا كان لك دخل فيها فأعلن، وإلا فالزم الصمت. واذهب وتحدث في مجالس التجار، وإياك أن تفتح فاهك في مجالس العلماء.

احتقن وجه "المحروقي"، واحمرت أذناه، وترك المجلس بعد أن علم بأن أمره بات مفضوحاً، فقرر أن يهرول نحو تسوية المسألة.أبرز الشيخ "المهدي" دليله وهو أنه لابد في ادعاءات علاقات النسب والميراث من التحقق من أسماء والد المدعي ووالده وجده لأبيه وجده لأمه، وهو ما لم يحدث في قضية البواب، وهذا النقص في الشهادة يجعل الحكم باطلاً ملغياً.

صدّقت المحكمة على كلام الشيخ "المهدي"، وألغت الحكم، وعادت الثروة كاملة إلى ابنة التاجر التركي.وعدل الله يرغم كل ظالم.. وعدل الله هو الذي حكم في القضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المثل المصري المثل المصري



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon