توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«خديجة» قرة عين «النبي»

  مصر اليوم -

«خديجة» قرة عين «النبي»

بقلم -د. محمود خليل

من الثابت أن النبى صلى الله عليه وسلم تزوج وهو فى سن الخامسة والعشرين من عمره، وقد هداه الله وهو فى هذه المرحلة من عمره إلى الزوجة الصالحة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، وكأن النبى وهو يصف خير النساء كان ينظر إلى خديجة ويقول: «خير النساء من إذا نظرت إليها سرَّتك، وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أقسمت عليها أبرَّتك، وإذا غبت عنها حفظتك فى نفسها ومالك».. وكذلك كانت خديجة رضى الله عنها.

روايات عديدة قيلت فى سن السيدة خديجة حين تزوجت من النبى، أكثرها شيوعاً وأقلها منطقية أنها كانت فى الأربعين من عمرها.

فكيف تكون سنها كذلك وقد أنجبت للنبى صلى الله عليه وسلم ولدين (القاسم وعبدالله) و4 بنات (زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة)؟. الأكثر منطقية هى الرواية التى تقول إن السيدة خديجة كانت فى الثامنة والعشرين من عمرها وقت زواجها من النبى.

والأصل فى ترجيح هذه الرواية أن السن الشائعة لزواج البنات داخل المجتمع المكى كانت الثامنة عشرة من العمر، ففى مثل هذه السن على سبيل المثال تزوجت فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد تزوجت خديجة قبل النبى مرتين، وأنجبت من زوجيها، وذلك خلال فترة 10 سنوات، تبعاً لما نفترضه، ثم تزوجت النبى من بعد وأنجبت له 5 أولاد وبنات.

اختيار النبى لخديجة التى تزوجت قبله مرتين يعطينا مؤشراً عن أولوياته صلى الله عليه وسلم وهو يتزوج، فقد كان يبحث عن السكن الذى لا يتحقق إلا فى ظلال الزوجة الصالحة القادرة على استيعاب زوجها واحتوائه ودعمه ومساندته، وكل الأحداث التى حكتها كتب السيرة بعد بعثة النبى تدلل على أن السيدة خديجة كانت النموذج المثالى لزوجة نبى، ويكفيها رضى الله عنها شهادة النبى صلى الله عليه وسلم فى حقها: «قد آمنت بى إذ كفر بى الناس، وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله عز وجل ولدها إذ حرمنى أولاد النساء».

لو أنك تتبعت الأخبار المتناثرة عن السيدة خديجة فى كتب السيرة والتراث ووضعتها إلى جوار بعضها البعض فى محاولة لاستخلاص سمات شخصيتها فستجد نفسك أمام سيدة تعرف معنى التضحية، فقد ضحت براحتها كى تريح كل من حولها، وأنفقت مالها كله فى سبيل الرسالة التى بعث الله بها النبى، وتحملت فى أواخر حياتها شظف العيش بعد أن فرغ مالها، ووجدت نفسها وأولادها محاصرين مع النبى وجماعة المؤمنين فى شعب أبى طالب.

كانت السيدة خديجة قلباً نابضاً بالحب لزوجها النبى، وعقلاً راجحاً يأنس إليه ويطمئن إلى تفكيره المتزن المتأنى، لذلك لم يحب النبى امرأة كما أحب خديجة، وظل وفياً لها طيلة حياتها رضى الله عنها، ولما توفيت تواصل وفاؤه لها، وكانت ذكراها لا تبارح خياله، فى كل موقف أو أزمة كان يستدعى خديجة ويضرب المثل بها، برقتها وعطفها، ورحمتها وحنانها، وصفاء ذهنها ورجاحة عقلها.

عاش النبى مع السيدة خديجة نحو 25 عاماً متصلة، ثم توفيت رضى الله عنها، وعمر النبى وقتها 50 عاماً. يعنى قضى ربع قرن، هى زهرة شبابه صلى الله عليه وسلم، فى معية السيدة الجليلة الودود الواحدة المتفردة، محباً ومخلصاً لها، حتى بعد وفاتها ظل يكرم صاحباتها وحبيباتها وهو يردد: «حسن العهد من الإيمان».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خديجة» قرة عين «النبي» «خديجة» قرة عين «النبي»



GMT 03:43 2024 الأحد ,10 آذار/ مارس

صباح يوم جديد (3)

GMT 12:05 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

العيش وخبّازه

GMT 03:46 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شعب مالوش كتالوج!!

GMT 03:18 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الغباء المدمر

GMT 03:13 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عندما قال كيسنجر: «أي شىء يتحرك»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon