توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حنان "الابن" على "أبيه"

  مصر اليوم -

حنان الابن على أبيه

بقلم - د. محمود خليل

"الحسن" هو أكبر أبناء علي بن أبي طالب، وحبه لأبيه كان عريضاً، وخوفه عليه كان كبيراً. ومؤكد أن علياً كان يتفهم ذلك، ويعلم أن ابنه "البكري" سر أبيه، لذا فقد كان يسمع منه، لكن التركيبة النفسية لـ"علي" والتي تعودت المواجهة، وامتلكت القدرة على تحمل المسئولية في أصعب الظروف، أحياناً ما كانت تصده عما يقوله ولده، وما أكثر ما ردد على مسامعه قوله: "ما زلت تحن علي حنين الجارية"، وفي النهابة يملي ما يريد.

نصح الحسن أباه بأن يترك المدينة بما فيها ومن فيه ويذهب إلى غيرها، لئلا يقتل الخليفة وهو بها، فيغمز الناس في حقه، لكن علياً أبي.

كل الشواهد كانت تقول أن الصراع الناشب سوف ينتهي بكارثة، وقد توقعها "الحسن" مبكراً، وبعد أن وقعت نصح أباه ألا يقبل الخلافة، إلا بعد أن يبعث له كل أهل الأمصار ببيعتهم، بما فيهم بالطبع معاوية بن أبي سفيان والي الشام، ورفض "علي" من جديد، وعندما ثار طلحة والزبير ومعهما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم، وطالبوا علياً –الخليفة الجديد- بالثأر لعثمان من قاتليه، نصحه "الحسن" أن يعتزل الناس في بيته، ولا يدخل في مواجهة معهم، وأبى علي ذلك.

كان لعلي بن أبي طالب وجهة نظر مخالفة، وقد فند كل حجج الحسن، ونبهه إلى أن مسألة الخروج من المدينة لم تكن سهلة، بعد أن حوصر الجميع فيها، أما قبوله الخلافة قبل أن تأتيه البيعة من كل الأمصار، فكان مردها الخوف من انفراط عقد المسلمين، بسبب حالة الفراغ في السلطة، وبالنسبة للخروج لواقعة الجمل، فقد أبى علي –كما كان يردد- أن يكون مثل الضبع التي يحاط بها من كل مكان، لتصبح فريسة في بد أعدائها.ما أكثر ما كان "الحسن" يقول لأبيه "تقتل غداً بمضيعة لا ناصر لك"، وما أكثر ما كان يردد الأب بأسى "كف عني يا بني".

سارت الأمور كما توقع الحسن، اقتتل المسلمون في واقعة الجمل، وحسم علي الأمر لصالحه، ثم كان الاقتتال في "صفين"، ثم التحكيم وانشقاق الخوارج، وانتهى المشهد كما تعلم باغتيال الخليفة الرابع علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم.

لحظتها وقف "الحسن" يبكي أباه المغدور.أداء "الحسن" خلال الأحداث المتسارعة التي شهدتها المدينة بعد حصار المعارضين لدار الخلافة يدلل على عقلية تجيد الحسابات السياسية، وتتفهم جيداً تركيبة الفاعلين السياسيين داخل المشهد، وتستطيع أن تتوقع خطواتهم، وكان من الحكمة بحيث يقدم مقترحات سديدة للتعامل مع المواقف المعقدة، وكان "علي" يستوعب أن ولده الأكبر يخاف عليه ويصدقه النصح، لكن عقله كان مسكوناً بنصائح عمه "العباس" بالدرجة الأكبر، وقد كان العم كثير الاتهام لابن أخيه بالتردد في أمر الخلافة، فلم يسمع له حين طلب منه أن يدخل للنبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته يطلب منه كتاب عهد بالخلافة من بعده، ولم يسمع له في مواقف أخرى شبيهة خسر فيها جميعاً، وحين وقعت الواقعة واغتيل عثمان، خاف علي بن أبي طالب أن يتردد هذه المرة، فحسم أمره وقبل الخلافة في ظرف انقسام، وخسر بذلك كثيراً.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنان الابن على أبيه حنان الابن على أبيه



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon