توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة «المعايش»

  مصر اليوم -

سياسة «المعايش»

بقلم - د. محمود خليل

السياسة فى نظر جيل الألفية اقتصاد ومعايش، وآخر ما يلفت نظر الشباب هو الشعارات.. الشعار الطنان الرنان كان أكثر جاذبية لدى الأجيال القديمة، التى وُلدت فى الستينات أو السبعينات وحتى الثمانينات.

كان سهلاً جداً على أى قيادة أو زعامة سياسية أن تدعو الناس إلى التحمل فيتحملون، وإلى الصبر فيصبرون، وإلى الإيمان بقناعات السلطة فيؤمنون، كان من السهل أن تغازل وطنيتهم فيتوطنون.

إنها الأجيال التى عاشت عصر التغنّى بالأيديولوجيا، أما جيل الألفية فيختلف، فمهما طنطنت له بالكلمات لن تقنعه، ومهما أبدعت من شعارات فلن تؤثر فيه، إنه ليس بحاجة إلى خيالات افتراضية وهو يعيش قضايا الواقع، لأنه شبع افتراضية عبر عالم الإنترنت القابع فيه.

تفكير أفراد جيل الألفية أكثر عملية من الأجيال التى سبقته، إنه ينظر دائماً فى الأشياء التى يمسكها بيده: الموبايل الذى يحمله، السيارة أو وسيلة الانتقال التى يتنقّل بها، البراندات التى يرتديها، الشقة التى سيسكن فيها، حجم الطلب على الشهادة التى حصل عليها فى سوق العمل، المرتب الذى سوف يحصل عليه، مستقبل الوظيفة التى يعمل بها وقدرته على الصعود فوق درجات سلمها.

على خلاف الانتماء الطبقى لأبناء جيل الألفية، وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، تجد أن تلك هى القواسم المشتركة فى ما بينهم عندما يتفاعلون مع «الموضوع المعيشى».

السياسة عند أغلب أفراد جيل الألفية لا تعنى أكثر من تحسين ظروف الحياة، فتلك قضيتهم السياسية الأولى، بعيداً عن أوهام الشعارات، أو الدفاع عن الأفكار والمعتقدات والتصورات والرؤى السياسية، إنهم يدافعون عما يمس حياتهم الشخصية بشكل مباشر.

وتفكيرهم يتمركز حول أنفسهم، وتحقيق أكبر قدر من المكتسبات بصورة براجماتية بحتة، فليس يهم جيل الألفية العمل فى الوظيفة التى يحبها، قدر الالتحاق بوظيفة تحقق له دخلاً معقولاً، وليس يهمه أن يحتفظ بصديق، قدر ما يهمه وجود الأصدقاء فى حياته، مهما تبدّلوا أو تغيروا، إنه يبحث عن الفكرة أكثر مما يبحث عن الشخص.

يصعب أن تجد بين أفراد الجيل «زد» سياسيين بالمعنى التقليدى القديم لـ«السياسى»، يسهل فقط أن تجد بينهم «ناشطين»، بمعنى أفراد يعتنون بقضايا معينة يجدون أنها الأولى والأهم بالدفاع عنها، وهى فى أغلبها قضايا تتصل بالمعيشة وشروط الحياة، مثل توفير فرص العمل، والبعد عن أى نوع من التمييز فى التعامل مع البشر، والدفاع عن حقوقهم، والتأكيد على مبدأ المساواة بينهم، بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا البيئة وما يشكله التلوث من مهدّدات للحياة.

هذه الاهتمامات قد تجدها أشد تنوعاً أو محدودية عند المقارنة بين أفراد جيل الألفية داخل مجتمعات مختلفة، لكنك ستجدها -أياً كانت درجة تنوعها- تقبع تحت مظلة «العيشة والمعايش»، ولا تكترث من قريب أو من بعيد -إلا نادراً- بالأفكار والأيديولوجيات والبرامج والشعارات.

هذا الكلام من وجهة نظر غالبية أفراد جيل الألفية «مايوكلش عيش».

الأهم بالنسبة له العيش وأدواته، والقدرة على تحسين هذه الأدوات، بدءاً من الملبس وانتهاءً بما هو أعلى.والمشكلة أن هذا الجيل وقع فى مطب مزعج وهو يستقبل حياته العملية، أواخر العقد الثانى، وبدايات العقد الثالث من الألفية الجديدة، جعله يركز أكثر فى السياسة من منظوره «المعيشى الخاص».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة «المعايش» سياسة «المعايش»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon