توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة «المعايش»

  مصر اليوم -

سياسة «المعايش»

بقلم - د. محمود خليل

السياسة فى نظر جيل الألفية اقتصاد ومعايش، وآخر ما يلفت نظر الشباب هو الشعارات.. الشعار الطنان الرنان كان أكثر جاذبية لدى الأجيال القديمة، التى وُلدت فى الستينات أو السبعينات وحتى الثمانينات.

كان سهلاً جداً على أى قيادة أو زعامة سياسية أن تدعو الناس إلى التحمل فيتحملون، وإلى الصبر فيصبرون، وإلى الإيمان بقناعات السلطة فيؤمنون، كان من السهل أن تغازل وطنيتهم فيتوطنون.

إنها الأجيال التى عاشت عصر التغنّى بالأيديولوجيا، أما جيل الألفية فيختلف، فمهما طنطنت له بالكلمات لن تقنعه، ومهما أبدعت من شعارات فلن تؤثر فيه، إنه ليس بحاجة إلى خيالات افتراضية وهو يعيش قضايا الواقع، لأنه شبع افتراضية عبر عالم الإنترنت القابع فيه.

تفكير أفراد جيل الألفية أكثر عملية من الأجيال التى سبقته، إنه ينظر دائماً فى الأشياء التى يمسكها بيده: الموبايل الذى يحمله، السيارة أو وسيلة الانتقال التى يتنقّل بها، البراندات التى يرتديها، الشقة التى سيسكن فيها، حجم الطلب على الشهادة التى حصل عليها فى سوق العمل، المرتب الذى سوف يحصل عليه، مستقبل الوظيفة التى يعمل بها وقدرته على الصعود فوق درجات سلمها.

على خلاف الانتماء الطبقى لأبناء جيل الألفية، وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، تجد أن تلك هى القواسم المشتركة فى ما بينهم عندما يتفاعلون مع «الموضوع المعيشى».

السياسة عند أغلب أفراد جيل الألفية لا تعنى أكثر من تحسين ظروف الحياة، فتلك قضيتهم السياسية الأولى، بعيداً عن أوهام الشعارات، أو الدفاع عن الأفكار والمعتقدات والتصورات والرؤى السياسية، إنهم يدافعون عما يمس حياتهم الشخصية بشكل مباشر.

وتفكيرهم يتمركز حول أنفسهم، وتحقيق أكبر قدر من المكتسبات بصورة براجماتية بحتة، فليس يهم جيل الألفية العمل فى الوظيفة التى يحبها، قدر الالتحاق بوظيفة تحقق له دخلاً معقولاً، وليس يهمه أن يحتفظ بصديق، قدر ما يهمه وجود الأصدقاء فى حياته، مهما تبدّلوا أو تغيروا، إنه يبحث عن الفكرة أكثر مما يبحث عن الشخص.

يصعب أن تجد بين أفراد الجيل «زد» سياسيين بالمعنى التقليدى القديم لـ«السياسى»، يسهل فقط أن تجد بينهم «ناشطين»، بمعنى أفراد يعتنون بقضايا معينة يجدون أنها الأولى والأهم بالدفاع عنها، وهى فى أغلبها قضايا تتصل بالمعيشة وشروط الحياة، مثل توفير فرص العمل، والبعد عن أى نوع من التمييز فى التعامل مع البشر، والدفاع عن حقوقهم، والتأكيد على مبدأ المساواة بينهم، بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا البيئة وما يشكله التلوث من مهدّدات للحياة.

هذه الاهتمامات قد تجدها أشد تنوعاً أو محدودية عند المقارنة بين أفراد جيل الألفية داخل مجتمعات مختلفة، لكنك ستجدها -أياً كانت درجة تنوعها- تقبع تحت مظلة «العيشة والمعايش»، ولا تكترث من قريب أو من بعيد -إلا نادراً- بالأفكار والأيديولوجيات والبرامج والشعارات.

هذا الكلام من وجهة نظر غالبية أفراد جيل الألفية «مايوكلش عيش».

الأهم بالنسبة له العيش وأدواته، والقدرة على تحسين هذه الأدوات، بدءاً من الملبس وانتهاءً بما هو أعلى.والمشكلة أن هذا الجيل وقع فى مطب مزعج وهو يستقبل حياته العملية، أواخر العقد الثانى، وبدايات العقد الثالث من الألفية الجديدة، جعله يركز أكثر فى السياسة من منظوره «المعيشى الخاص».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة «المعايش» سياسة «المعايش»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon