توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كلما دخلت أمة لعنت أختها»

  مصر اليوم -

«كلما دخلت أمة لعنت أختها»

بقلم - د. محمود خليل

حدثتك قبل ذلك عن الاستخلاص الذي ينتهي إليه البعض من تأمل آيات القرآن الكريم، التي تتحدث عن "الأغلبية" داخل أي شعب من الشعوب أو مجتمع من المجتمعات، وكيف يرون أن القرآن الكريم تبنى موقفاً سلبياً من "الأغلبية" واتهمها في أغلب الأحوال بالضلال والعبثية، ويرتب هذا البعض -بناء على هذا الاستخلاص- أن الإسلام يصادر على فكرة الديمقراطية أو حكم الأغلبية.

يقول الله تعالى: "ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، ويقول: "ولكن أكثر الناس لا يشكرون"، ويقول: "بل أكثرهم لا يعقلون"، ويقول: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون" ، ويقول: "وما كان أكثرهم مؤمنين"، ويقول: "وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين".

آيات أخرى عديدة يجدها من يتأمل القرآن الكريم تنسب إلى الأغلبية سمات أخرى سلبية عديدة، من يقرأها منزوعة من سياقها يظن أن الله تعالى يدمغ بها البشر جميعاً، ومن يتعمق في السياق الذي وردت فيه يفهم أنها ارتبطت بأقوام معينين جاءتهم رسلهم بالآيات والبينات فأبى أكثرهم الإيمان، وآمن منهم قليلون، وبالتالي فما ينسحب عليهم لا ينطبق على البشر ككل، وإلا لما ظهرت الأديان على الشرك، يقول الله تعالى: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".

والأغلبية إن ضلت فتلك مسألة مرتبطة بأمرين: أولهما عدم إعمال العقل في قراءة مشاهد وأحداث الحياة واستخلاص العبرة والقيمة منها، أو أسباب الفشل والنجاح في الأداء. وثانيهما "الانقياد للكبار".

يصف القرآن الكريم الأفراد والجماعات التي لا تُعمل عقلها في إدارة الحياة بأنهم: "صم بكم عمي فهم لا يعقلون".. وفي موضع آخر يصفهم بالأنعام: "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا".. ومآلات عدم إعمال العقل معلومة بالضرورة، وتتمثل في الشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة: "وقالو لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير".

وعلى مستوى "الانقياد للكبار" كسبب من أسباب فساد حياة الأغلبية، تجد القرآن يحكي عن الحوارات التي تدور بين الأغلبية المستضعفة والسادة والكبراء الذين أنسوهم حقهم في التفكير واستقلالية الرأي والفعل.. يقول تعالى: "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا".. والمسألة لا تتوقف عند طاعة سيد أو كبير، بل قد تنصرف إلى طاعة جماعة، ولعلك تعلم أن من ضمن معاني كلمة أمة التي وردت في القرآن الكريم هو الجماعة من الناس.

يقول الله تعالى: " قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون".

أكبر مرضين يمكن أن يصيبا أية أغلبية هما: التوقف عن إعمال العقل والتفكير فيما يحدث حولها وتمييز الصواب والخطأ فيه، والانتصار للصواب ورفض الخطأ، ذلك من ناحية، ومن ناحية أخرى الانقياد لفرد مهما كانت قدرته، أو جماعة مهما كان تأثيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كلما دخلت أمة لعنت أختها» «كلما دخلت أمة لعنت أختها»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon