توقيت القاهرة المحلي 15:06:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كلما دخلت أمة لعنت أختها»

  مصر اليوم -

«كلما دخلت أمة لعنت أختها»

بقلم - د. محمود خليل

حدثتك قبل ذلك عن الاستخلاص الذي ينتهي إليه البعض من تأمل آيات القرآن الكريم، التي تتحدث عن "الأغلبية" داخل أي شعب من الشعوب أو مجتمع من المجتمعات، وكيف يرون أن القرآن الكريم تبنى موقفاً سلبياً من "الأغلبية" واتهمها في أغلب الأحوال بالضلال والعبثية، ويرتب هذا البعض -بناء على هذا الاستخلاص- أن الإسلام يصادر على فكرة الديمقراطية أو حكم الأغلبية.

يقول الله تعالى: "ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، ويقول: "ولكن أكثر الناس لا يشكرون"، ويقول: "بل أكثرهم لا يعقلون"، ويقول: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون" ، ويقول: "وما كان أكثرهم مؤمنين"، ويقول: "وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين".

آيات أخرى عديدة يجدها من يتأمل القرآن الكريم تنسب إلى الأغلبية سمات أخرى سلبية عديدة، من يقرأها منزوعة من سياقها يظن أن الله تعالى يدمغ بها البشر جميعاً، ومن يتعمق في السياق الذي وردت فيه يفهم أنها ارتبطت بأقوام معينين جاءتهم رسلهم بالآيات والبينات فأبى أكثرهم الإيمان، وآمن منهم قليلون، وبالتالي فما ينسحب عليهم لا ينطبق على البشر ككل، وإلا لما ظهرت الأديان على الشرك، يقول الله تعالى: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".

والأغلبية إن ضلت فتلك مسألة مرتبطة بأمرين: أولهما عدم إعمال العقل في قراءة مشاهد وأحداث الحياة واستخلاص العبرة والقيمة منها، أو أسباب الفشل والنجاح في الأداء. وثانيهما "الانقياد للكبار".

يصف القرآن الكريم الأفراد والجماعات التي لا تُعمل عقلها في إدارة الحياة بأنهم: "صم بكم عمي فهم لا يعقلون".. وفي موضع آخر يصفهم بالأنعام: "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا".. ومآلات عدم إعمال العقل معلومة بالضرورة، وتتمثل في الشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة: "وقالو لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير".

وعلى مستوى "الانقياد للكبار" كسبب من أسباب فساد حياة الأغلبية، تجد القرآن يحكي عن الحوارات التي تدور بين الأغلبية المستضعفة والسادة والكبراء الذين أنسوهم حقهم في التفكير واستقلالية الرأي والفعل.. يقول تعالى: "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا".. والمسألة لا تتوقف عند طاعة سيد أو كبير، بل قد تنصرف إلى طاعة جماعة، ولعلك تعلم أن من ضمن معاني كلمة أمة التي وردت في القرآن الكريم هو الجماعة من الناس.

يقول الله تعالى: " قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون".

أكبر مرضين يمكن أن يصيبا أية أغلبية هما: التوقف عن إعمال العقل والتفكير فيما يحدث حولها وتمييز الصواب والخطأ فيه، والانتصار للصواب ورفض الخطأ، ذلك من ناحية، ومن ناحية أخرى الانقياد لفرد مهما كانت قدرته، أو جماعة مهما كان تأثيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كلما دخلت أمة لعنت أختها» «كلما دخلت أمة لعنت أختها»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon