توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سلام قولاً من رب رحيم»

  مصر اليوم -

«سلام قولاً من رب رحيم»

بقلم - د. محمود خليل

المتأمل لمشاهد الجنة فى القرآن الكريم يجد أحاديث عن نعم الطعام والشراب وأنهار الخلد التى تجرى بالماء واللبن والعسل المصفى، وغير ذلك من أطايب وعد الله بها عباده المتقين.

بعض المتحذلقين يقولون إن الحديث عن الأطعمة والفاكهة المشتهاة والأنهار التى تجرى بالماء كان يلهب خيال عرب مكة الذين يسكنون الصحراء فيغازل إحساسهم بالحرمان من هذه النعم. تلك هى القراءة الساذجة لمعانى الآيات التى تحدثت عن الجنة.. وليس أهل الصحراء وحدهم هم من يشتاقون إلى هذه النعم، بل كل البشر يحنون إلى ثلاثة أشياء: الطعام الطيب، والزرع الأخضر، والماء الجارى، ابحث فى مساكن البشر فستجد أن من يحوز هذه الثلاثية يجد نفسه قد وصل إلى قمة الإشباع المادى، لكن أين الأمان والسلام النفسى؟.. هذان المعنيان لا يتحققان إلا فى الجنة.

نعيم الجنة يتمحور حول فكرة «السلام النفسى» الذى يمثل كبرى غايات الإنسان منذ أن يولد وحتى يلقى وجه ربه، والآيات الكريمة التى تتحدث عن النعم المادية تتطرق إلى وسائل يعرف الإنسان بعضها ويتعرف على أكثرها عندما ينعم الخالق عليه بالجنة: «وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا»، والهدف فى النهاية هو الوصول إلى أسمى درجات الإحساس بالسلام النفسى.

الله تعالى وصف الجنة بدار السلام: «وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ»، وروى أن تحية أهل الجنة هى السلام «وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ»، وتحية الخالق العظيم لهم هى السلام: «سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ».. «تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ».. السلام هو قمة النعيم الذى يعيشه الإنسان فى جنان الخلد، فهو الغاية الكبرى وقمة النعيم الذى يسبح فيه أهل الجنة.

يبدو الأمر طبيعياً إذا أخذنا فى الاعتبار وصف القرآن الكريم لمعاناة الإنسان على الأرض، فالله تعالى حذر آدم وحواء من أن يخرجهما الشيطان من الجنة «فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى».. فالأرض هى مسرح الشقاء الذى عانت منه الأجيال المختلفة منذ آدم عليه السلام وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. والشقاء يجمع فى طياته كل معانى الحزن والمعاناة والهم والكدر وغيرها «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِى كَبَدٍ»، لذا كانت الجنة وعداً بالسلام الذى يختفى فيه الهم والحزن والتعب والكدر.

يقول الله تعالى: «يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ».. تصف هذه الآية استقبال الخالق العظيم لعباده الذين رضى عنهم، فأول ما يتحررون منه هو الخوف والحزن، إنهم يعيشون أعلى درجات الأمان والفرح النفسى اللذين اشتاقت إليهما النفوس فى الحياة الدنيا دون أن تدركهما.. لذا تجد أن أول ما يحمد البشر الخالق عليه فى الجنة هو أنه أذهب عنهم الحزن: «وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ».

الرضا هو درة إحساس الإنسان بالسلام النفسى داخل الجنة: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ».. والجائزة الكبرى التى سيفوز بها من اتقى وزكى وابتغى وجه الخالق فى كل ما فعل فى دنياه هى نعمة الرضا فى الدنيا والآخرة «وَلَسَوْفَ يَرْضَى».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سلام قولاً من رب رحيم» «سلام قولاً من رب رحيم»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon