توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الكأس» الأخيرة

  مصر اليوم -

«الكأس» الأخيرة

بقلم - د. محمود خليل

انتهى عصر "مارادونا" بعد تحليل المنشطات الذي أجري له في كأس العالم 1990، لكن الجدل حوله لم ينته بين المصريين، ولم ينجح أحد من اللاعبين الذين ظهروا من بعده على استثارة خيالات التحزب الكروي لدى المصريين. لم يتحقق هذا مع ظهور اللاعب البرازيلي رونالدو، ولا زميله ورنالدينيو. وظلت الحال كذلك حتى بزغ نجم الأرجنتيني "ميسي" والبرتغالي "كريستيانو رونالدو".هذان اللاعبان هما نجما الجيل الجديد، جيل الألفية، وهو متحزب نحوهما أشد التحزب، فمن بين أفراده من يرى في "ميسي" العظمة كل العظمة، ومنهم من يعتبر رونالدو الأفضل بين الجيل الحالي من لاعبي الكرة. والمقارنات بين أنصار النجمين في مصر لا تتوقف، بما في ذلك مقارنتهما بالعظماء السابقين من نجوم العالم، مثل بيليه ومارادونا.أسلوب لعب كرة القدم اختلف كثيراً بعد مرور ما يقرب من 5 عقود على زمن بيليه وما يقرب من ثلاثة عقود على زمن مارادونا. فالكرة أصبحت تكتيك ولياقة، لكن يبقى لـ"الحرفنة" قدرها لدى الجماهير المصرية وغيرهم من جماهير العالم. وليس هناك خلاف على أن المراواغات التي يأتيها كل من "ميسي" و"رونالدو" تبهر جيل المشجعين الجدد، بالإضافة إلى التصويبات القوية، والقفزات الرائعة عند التصويب بالرأس وغير ذلك.كأس العالم الأخيرة (الدوحة 2022) تعد بالنسبة لكل من "رونالدو" و"ميسي" الكأس الأخيرة، فقد تجاوز كل منهما الـ35 عاماً، ولم يعد لأي منهما فرصة للوصول إلى كأس العالم القادمة، لذلك فمنذ انطلاقها، والرهانات على من سيحظى بحسن الختام ويحمل كأس العالم لفريقه لم تتوق، حزب رونالدو من المصريين راهن أنه سيفعلها، وشعروا بمنتهى الإحباط (وكأن مات لهم ميت) حين خرجت البرتغال من المنافسات على يد المغرب الشقيق. حزب "ميسي" كان يشجع المغرب في هذه المباراة مكايدة لأنصار "ميسي". وقد هلل الأخيرون حتى بحت أصواتهم بعد أن تمكن فريق الأرجنتين من هزيمة كرواتيا بالثلاثة، ووصل إلى نهائي الكأس، وبدا الأمر وكأنهم سيكسبون رهانهم على أن "ميسي" هو الأفضل، وسوف يحظى بحسن الختام يوحمل كأس العالم إلى الأرجنتين، وبعدها يعتزل اللعب الدولي.التحيزات المصرية لنجوم الكرة العالمية منذ بيليه وحتى "ميسي" مسألة لا غبار عليها. كل شعوب العالم تفعل ذلك، لكن المشكلة أن "التحزب الكروي" لدينا يمتاز بقدر كبير من الشطط، إلى حد يمكننا معه القول بأنه التحزب الأكثر تفوقاً بين كافة أنواع التحزب، بما في ذلك التحزب السياسي، وأن الاهتمام بكرة القدم ونجومها المحليين أو الدوليين يفوق أي اهتمام آخر لدى المصريين.وقد حكيت لك كيف نسي المصريين الأحزان والآلام التي سقطوا في ودهتها بعد نكسة 1967، حين حضر "بيليه" وفريق سانتوس البرازيلي للعب مع الأهلي عام 1972، وكيف ألهاهم الانقسام حول الهدف الذي أحرزه "مارادونا" بيده في كأس العالم 1986 عن الكثير من المشكلات التي تقاطرت سراعاً على الحياة في مصر والمنطقة أواخر الثمانينات وبداية التسعينات.هذا الغرام العجيب بالتحزب الكروي هو ما دفع بعض المصريين إلى وصف أنفسهم –عشية نكسة يونيو 1967- قائلين: "نحن شعب يفطر فول.. ويتغدى كورة.. ويتعشى أم كلثوم". كان هناك ميل نحو جلد الذات لدى الكثيرين خلال هذه الفترة، لكنه في النهاية لم يغير من الواقع شيئاً.ولله في خلقه من المصريين شئون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الكأس» الأخيرة «الكأس» الأخيرة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon