توقيت القاهرة المحلي 15:40:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلسال الحزن «الزينبي»

  مصر اليوم -

سلسال الحزن «الزينبي»

بقلم - د. محمود خليل

شاءت الأقدار أن تفقد السيدة زينب بنت علي -فى بضعة أشهر خلال طفولتها- جدها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أمها، وسرعان ما فقدت أباها فى شبابها، حين اغتاله عبدالرحمن بن ملجم سنة 40 هجرية، وكان عمرها حينذاك حوالى 35 عاماً.

وليت سلسال الحزن فى حياة السيدة الكريمة توقف عند هذا الحد.شهدت السيدة زينب، التى قامت بدور الأم فى حياة شقيقيها الحسن والحسين، مصرع «الحسن» أخيها الأكبر، الرجل الذى تنازل عن الخلافة لخصمه معاوية، على أن يؤول الأمر إليه عقب وفاة الأخير، حقناً لدماء المسلمين، لكن خصمه لم يرحمه وسعى فى التخلص منه عن طريق دس السم فى العسل.لشد ما عانت السيدة وهى ترى شقيقها الأكبر الذى كان يبلغ من العمر بضعاً وأربعين سنة يسقط صريعاً بأصابع الغدر.

وما أعظم لوعتها وهى تسمع عن موقف بنى أمية من مسألة دفنه إلى جوار جده النبى صلى الله عليه وسلم، حين قام مروان بن الحكم وجمع بنى أمية وشيعتهم ومنع عن ذلك، فأراد الحسين الامتناع فقيل له: إن أخاك قال: إذا خفتم الفتنة ففى مقابر المسلمين، وهذه فتنة.

فسكت، وصلى عليه سعيد بن العاص، فقال له الحسين: لولا أنه سنة لما تركتك تصلى عليه.

توالت الأحزان على السيدة الصامدة وهى تسمع عن الخطة التى وضعها «معاوية» لإجبار كبار أبناء الصحابة، ومن بينهم شقيقها الأصغر «الحسين» على مبايعة ولده يزيد والسيف فوق رقاب الجميع، وزاد حزنها حين حكى لها «الحسين» كيف أغلظ له معاوية حين قابله وقال له: بدنة يترقرق دمها والله مهريقه!، فرد الحسين: مهلاً فإنى والله لست بأهل لهذه المقالة!، فعلق معاوية: بلى ولشر منها.مسألة صعبة على النفس الكريمة أن يتطاول الأدنون عليها.

أولاد الأكرمين يتعلمون أول ما يتعلمون أن كرامتهم هى ثروتهم الكبرى فى الحياة، وكذلك كان أبناء فاطمة، أحفاد النبى صلى الله عليه وسلم، يهون عليهم أى شىء فى الحياة إلا كرامتهم، وقد ووجهوا بخصم يعرف كيف ينال من أولاد الأكرمين من خلال توجيه ما لا يليق إلى شخوصهم الكريمة.

من الطبيعى والحال كذلك أن تتحرك النفوس الأبية التى تعز عليها كرامتها لتدخل فى مواجهة مع من يحاول النيل منها. إنها لا تجد للحياة معنى بدون كرامة.

وكذلك كان شأن السيدة زينب وشقيقها الحسين، فقد خلت الدنيا من حولهما من الظهر والظهير، ماتت الأم، ثم استشهد الأب، ثم اغتيل الشقيق الأكبر، فما معنى الحياة بعد كل ذلك؟.

كأنى بصاحبة المقام الرفيع عقيلة أهل البيت، وهى جالسة تفكر فيما آلت إليه الأمور، بعد وفاة معاوية وانتقال الخلافة من بعده إلى ولده «يزيد»، كأنى بها وهى ترى أمام عينيها انتهاء زمن الخلافة الراشدة، وسيطرة نظام جديد لتولى الحكم، ليس له من أساس سوى الوراثة، وأن هذا ابن ذاك، أما قيم النبوة فلم تعد تمثل -كما كانت- معيار اختيار من ينهض بأمر المسلمين.

كأنى بالسيدة الكريمة وهى فى حيرة من أمرها، حين سمعت أن الحسين عزم على الخروج لتصحيح مسار الأمة، ما بين رغبتها فى رد الاعتبار لقيم النبوة كأساس للنهوض بأمر المسلمين، وخوفها من فقد شقيقها الثانى، حبة قلبها، ونور عينيها.. الشقيق الذى كانت له بمثابة الأم.

كم عانت هذه السيدة الجليلة التى كان قلبها نهراً من حب من أمواج الحزن التى أحاطت بها من كل اتجاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلسال الحزن «الزينبي» سلسال الحزن «الزينبي»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon