توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيدة «أهل البيت»

  مصر اليوم -

سيدة «أهل البيت»

بقلم - د. محمود خليل

ولدت السيدة زينب بنت علي عام 5 هجرية، وهي المولود الرابع لفاطمة بنت محمد رضي الله عنها، بعد ذكورها الثلاث الحسن والحسين والمحسن، والأخير مات صغيراً، كما تعلم.في حضن الحزن النبيل ولدت السيدة الجليلة.

جدها النبي صلى الله عليه وسلم يعالج أحزانه على ابنته الكبرى "زينب" العليلة، وأمها "فاطمة" أنهكت صحتها في تربية الأبناء، وسط ظروف معيشية عصية.

عاشت "زينب" في رحاب الحنان العميق لجدها، يهدهد طفولتها، ويشملها بعطفه، وبمكنون حبه لريحانته أمها، وذكرياته مع خالتها زينب التي سميت على اسمها، وأرضعتها الزهراء فاطمة رضي الله عنها كل ما كانت تملكه من صلابة وقوة شخصية كامرأة تربت في حضن النبوة، وتعلمت الأمومة الحقة في مدرسة فاطمة بنت محمد، والأبوة المعلمة في مدرسة أبيها علي بم أبي طالب.

نسمات الفرح كانت تتدفق على فترة الطفولة المبكرة للسيدة زينب، لكن ما أسرع ما باغتها "وعد الحزن". كانت رضي الله عنها تسير نحو السادسة من عمرها، حين توفي الجد الحاني صلى الله عليه وسلم سنة 11 هجرية، وبعدها بستة أشهر فقدت أمها النبيلة "فاطمة" رضي الله عنها.

أحزان وراء أحزان داهمت السيدة زينب في طفولتها، ومنحتها مؤشراً أن ثمة مشواراً طويلاً من الأحزان لابد وأنه آخذ بناصيتها حتى منتهاه، لكن الأحزان كما تؤلم فإنها تصقل وتشد العود حتى ولو كان صغيراً، وذلك ما حدث مع زينب الصبية اليافعة التي تحولت إلى أم لشقيقيها الأكبر منها سناً: الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.

تقول الدكتورة عائشة عبد الرحمن في كتابها عن "السيدة زينب": "وما بالغريب أن تشغل زينب مكان الأم ولما تبلغ العاشرة من عمرها، وإنما الغريب أن نقيس زمانها بزماننا، ومكانها بمكاننا، إن حياة القوم إذ ذاك كانت كفيلة بأن تجعل من يوم الفتاة شهراً، ومن شهرها عاماً، تلك الحياة البدوية التي تنضجها شمس الصحراء بحرارتها اللافحة، وتهبها من حدة اليقظة وامتداد البصر ودقة الحس وسرعة الإدراك ما لا يتاح للفتاة في زماننا".

عوضت الحانية الناضجة "زينب" أخويها حنان الأم، وشملتهما برعايتها، حتى اكتمل صباها، ووصلت إلى سن الزواج.

والواضح أن حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم كانت فتاة جميلة، وصفها معاصروها بعد سنوات طويلة من زواجها، خلال محنة كربلاء، حين خرجت من خدرها مسرعة وهي تجد الناس ينفضون من حول الحسين، وأن شقيقها الأحب يصارع وحده عتاة ظلمة قساة القلوب، فوصفها بعض الحاضرين قائلين: وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس طالعة.. فسألت عنها فقالوا: هذه زينب بنت علي"تزوجت السيدة زينب من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأنجبت له 4 ذكور وبنت واحدة هي أم كلثوم، والذكور هم علي ومحمد وعون الأكبر والعباس، وقد استشهد منهم في مأساة كربلاء "عون الأكبر".

a

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدة «أهل البيت» سيدة «أهل البيت»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon