توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيدة «أهل البيت»

  مصر اليوم -

سيدة «أهل البيت»

بقلم - د. محمود خليل

ولدت السيدة زينب بنت علي عام 5 هجرية، وهي المولود الرابع لفاطمة بنت محمد رضي الله عنها، بعد ذكورها الثلاث الحسن والحسين والمحسن، والأخير مات صغيراً، كما تعلم.في حضن الحزن النبيل ولدت السيدة الجليلة.

جدها النبي صلى الله عليه وسلم يعالج أحزانه على ابنته الكبرى "زينب" العليلة، وأمها "فاطمة" أنهكت صحتها في تربية الأبناء، وسط ظروف معيشية عصية.

عاشت "زينب" في رحاب الحنان العميق لجدها، يهدهد طفولتها، ويشملها بعطفه، وبمكنون حبه لريحانته أمها، وذكرياته مع خالتها زينب التي سميت على اسمها، وأرضعتها الزهراء فاطمة رضي الله عنها كل ما كانت تملكه من صلابة وقوة شخصية كامرأة تربت في حضن النبوة، وتعلمت الأمومة الحقة في مدرسة فاطمة بنت محمد، والأبوة المعلمة في مدرسة أبيها علي بم أبي طالب.

نسمات الفرح كانت تتدفق على فترة الطفولة المبكرة للسيدة زينب، لكن ما أسرع ما باغتها "وعد الحزن". كانت رضي الله عنها تسير نحو السادسة من عمرها، حين توفي الجد الحاني صلى الله عليه وسلم سنة 11 هجرية، وبعدها بستة أشهر فقدت أمها النبيلة "فاطمة" رضي الله عنها.

أحزان وراء أحزان داهمت السيدة زينب في طفولتها، ومنحتها مؤشراً أن ثمة مشواراً طويلاً من الأحزان لابد وأنه آخذ بناصيتها حتى منتهاه، لكن الأحزان كما تؤلم فإنها تصقل وتشد العود حتى ولو كان صغيراً، وذلك ما حدث مع زينب الصبية اليافعة التي تحولت إلى أم لشقيقيها الأكبر منها سناً: الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.

تقول الدكتورة عائشة عبد الرحمن في كتابها عن "السيدة زينب": "وما بالغريب أن تشغل زينب مكان الأم ولما تبلغ العاشرة من عمرها، وإنما الغريب أن نقيس زمانها بزماننا، ومكانها بمكاننا، إن حياة القوم إذ ذاك كانت كفيلة بأن تجعل من يوم الفتاة شهراً، ومن شهرها عاماً، تلك الحياة البدوية التي تنضجها شمس الصحراء بحرارتها اللافحة، وتهبها من حدة اليقظة وامتداد البصر ودقة الحس وسرعة الإدراك ما لا يتاح للفتاة في زماننا".

عوضت الحانية الناضجة "زينب" أخويها حنان الأم، وشملتهما برعايتها، حتى اكتمل صباها، ووصلت إلى سن الزواج.

والواضح أن حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم كانت فتاة جميلة، وصفها معاصروها بعد سنوات طويلة من زواجها، خلال محنة كربلاء، حين خرجت من خدرها مسرعة وهي تجد الناس ينفضون من حول الحسين، وأن شقيقها الأحب يصارع وحده عتاة ظلمة قساة القلوب، فوصفها بعض الحاضرين قائلين: وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس طالعة.. فسألت عنها فقالوا: هذه زينب بنت علي"تزوجت السيدة زينب من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأنجبت له 4 ذكور وبنت واحدة هي أم كلثوم، والذكور هم علي ومحمد وعون الأكبر والعباس، وقد استشهد منهم في مأساة كربلاء "عون الأكبر".

a

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدة «أهل البيت» سيدة «أهل البيت»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon