توقيت القاهرة المحلي 23:43:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحلة إلى «مدينة السلام»

  مصر اليوم -

رحلة إلى «مدينة السلام»

بقلم - د. محمود خليل

حدّثتك عن وعد الرئيس «السادات» بتحقيق الرخاء بعد بدء رحلته لتحقيق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1977. كان أكثر ما يؤرق المواطن حينذاك هو الحصول على مسكن يؤويه بعد أن ضاقت القاهرة بأحيائها القديمة والجديدة على سكانها، بسبب الزيادة السكانية، لذلك اتجه الرئيس إلى بناء مدن جديدة على تخومها الصحراوية، وبدأها بمدينة «السلام». وكان السادات ميالاً إلى تسمية إنشاءاته باسم إنجازاته السياسية، مثل «مدينة 6 أكتوبر»، و«مدينة العاشر من رمضان»، تخليداً لانتصار أكتوبر، و«مدينة 15 مايو» المعبرة عن انتصاره على خصومه السياسيين فى مايو 1971.

تقدم لك «مدينة السلام» نموذجاً على الجهد الكبير الذى يمكن أن يبذل فى سبيل خلق حياة نظامية، ما أسرع ما تهز أركانها يد الفوضى الشعبية، والإهمال الحكومى.

يكفى أن أحيلك إلى العديد من التقارير التى يمكن أن تجدها على شبكة الإنترنت لتصف لك حالة الانهيار العام فى المدينة، على مستوى القمامة، وطفح المجارى، والعبث المرورى، وغير ذلك من أمور، تشهد على غياب الحكومة من ناحية، وحالة العبثية التى يتعامل بها السكان مع المكان، من ناحية أخرى، داخل مدينة «السلام» التى تخلّد محطات الرخاء الناتج عن رحلة السلام المصرى الإسرائيلى منذ عام 1977 وحتى الآن!العجيب أن الحال لم تكن كذلك داخل «المدينة المحاربة» -مدينة القاهرة- فى الستينات وحتى خلال السبعينات. فقد كان سكان أحياء القاهرة القديمة شديدى الحرص على نظافة المكان الذى يعيشون فيه، كان كل صاحب محل أو مقهى أو غيره، ينظف المكان الممتد أمامه فى الشارع أو الحارة، وكان السكان دائبين على الكنس أمام بيوتهم، وفى أيام الخريف والصيف كانوا يحرصون على الكنس والرش، وكانت البيوت والمحال تبتهج بالزينة فى المناسبات المختلفة، أما الزرع فحدث ولا حرج، إذ كان سكان كل مكان داخل أحياء مصر القديمة يزرعون أمام بيوتهم، وظلت الحال كذلك، حتى بدأت الدولة فى إهمال المرافق، فطفحت المجارى فى الشوارع، وبات انقطاع المياه عادة، فحلّ القبح مكان الجمال، والأخطر أن أعين الناس ألفت مظاهره، وتعودت عليه بعض النفوس.إنه الفارق بين عقل وثقافة مؤمنة بالجمال، وتربت على فكر التعاون فى تحقيقه فى المكان الذى تعيش فيه، لأنهم بشر نظيفون من حقهم العيش فى بيئة نظيفة، مهما كانوا فقراء، وعقل وثقافة ربّت البسطاء على أنهم «زيادة عدد»، وأن الأماكن التى يسكنون فيها جحور، ويكفى جداً منحها لهم، ويتوجب عليهم صيانتها بأنفسهم، دون وعى بأن عقلهم وثقافتهم لا بد أن تتطور، بحيث يستعيدون ذاكرتهم كبشر لهم حقوق، وأن المكان الذى يعيشون فيه مكانهم الذى يتوجب عليهم الحفاظ عليه، بالإضافة بالطبع إلى قيام الأحياء والمحليات بأدوارها على هذا المستوى.

حالة مدينة السلام تجد لها أشباهاً داخل العديد من المدن الجديدة التى تم بناؤها خلال العقود الماضية، لكن حالة هذه المدينة على وجه التحديد تحمل رمزية خاصة، تشير إلى أن «السلام» أعاد اكتشاف القبح الذى كان مستتراً أيام الحرب، وأنتجه فى نسخ جديدة أشد رداءة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة إلى «مدينة السلام» رحلة إلى «مدينة السلام»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon