توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسويق «السُخف»

  مصر اليوم -

تسويق «السُخف»

بقلم - د. محمود خليل

لحّن له عملاق الموسيقى العربية «رياض السنباطى» الكثير من القصائد، ومع ذلك لم ينل الشهرة التى حظيت بها كلمات شعراء آخرين تدفقت كلماتهم على أنغام «السنباطى»، قد يكون السر فى ذلك أن أشهر قصيدتين له فى هذا السياق شدت بإحداهما المطربة السورية ميادة الحناوى، وهى قصيدة «أشواق»، وبالثانية مطربة مغربية «عزيزة جلال» وهى قصيدة «والتقينا».

مصطفى عبدالرحمن هو الشاعر الذى كتب هاتين القصيدتين وغيرهما، وآمن بموهبته «رياض السنباطى»، وهو أكثر ملحنينا تعاملاً مع القصيدة العربية، وكانت لديه موهبة لا يختلف عليها اثنان فى تمريرها إلى العقل والوجدان العربى، والمشكلة الأساسية فى عدم شهرة ما لحنه لمصطفى عبدالرحمن تردّده على أصوات مطربين ومطربات عربيات. قصيدة «أشواق» على سبيل المثال شدت بها «ميادة الحناوى» فى وقت كانت فيه أغانيها ممنوعة فى مصر، ولم تكن الإذاعة تهتم -بما يكفى- بالنسخة البديعة التى قدّمها «السنباطى» للقصيدة بصوته العذب.

تأثر مصطفى عبدالرحمن بأمير الشعراء أحمد شوقى كثيراً، وألف فى شبابه ديواناً عنونه بـ«المصطفيات»، على غرار «شوقيات» أمير الشعر العربى، واتجه إلى شعر المناسبات -مثلما فعل شوقى- خصوصاً المناسبات الوطنية، لذلك كانت أغانيه ابنة وقتها، لا يتم استدعاؤها إلا فى المناسبة، ذلك إذا كان الناس لم يزالوا يحتفظون للمناسبة بزخمها.

ورغم خصوبة إنتاجه الشعرى بالعامية وبالفصحى وشدو الكثير من كبار مطربينا ومطرباتنا بأغانيه، إلا أنه بقى غير معروف إلا لمحبى الاستماع للقصائد الثرية، فى وقت حقّق فيه بعض من يقلون عنه فى الموهبة شهرة طبقت الآفاق، لا لشىء إلا لأنهم امتلكوا مهارة العلاقات العامة والقدرة على تسويق أنفسهم وأعمالهم، لتعيد وتزيد فيها منصات البث فى ذلك الزمان حتى يحفظ الجمهور أسماء أصحابها عن ظهر قلب.

والمشكلة أن أغلب من لحنوا لمصطفى عبدالرحمن كانوا أيضاً من الزاهدين فى لعبة العلاقات العامة، رغم ما تمتعوا به من قدرات إبداعية فائقة، على رأسهم بالطبع رياض السنباطى، الذى لحن له عدة قصائد، ومن بينهم أيضاً الدكتور يوسف شوقى وحسين جنيد، وقد لحن الموسيقيان الأخيران عدة قصائد للشاعر الراحل.إنها مشكلة الكثير من المبدعين الذين تمتعوا بموهبة كبيرة لكنهم لم يلتفتوا إلى الدور الخطير الذى لعبته العلاقات العامة خلال النصف الثانى من القرن العشرين.

ومع ذلك فهم أسعد حالاً من الكثير من المواهب التى كانت موجودة خلال العقدين الأول والثانى من الألفية الجديدة، حيث لم يعد للموهبة وجود ولا قيمة، وضعف الطلب عليها، فى حين أصبحت القيمة كل القيمة، والتحقّق كل التحقّق، لمن يمتلك مهارة التسويق.

بل قل إن الموهبة باتت فى التسويق، وإلا بماذا نفسر اشتهار السخف، بدءاً من «كوز المحبة اتخرم عاوز له بنطة لحام» وحتى «أنتش واجرى»، بل ووجود من يدافع عنه ويبرره وينظر إليه.رحم الله من كتبوا فأمتعوا.. وعشقوا المعنى فأبدعوا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسويق «السُخف» تسويق «السُخف»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon