توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انزواء.. وصعود

  مصر اليوم -

انزواء وصعود

بقلم - د. محمود خليل

ورثت حركة يوليو العديد من رموز "نادي المتميزين" الذين تربوا وتموقعت أدوارهم داخل الدولة والمجتمع المصري خلال العصر الملكي.

كان من الطبيعي أن يتم استبعاد رموز السياسة من من أعضاء هذا النادي، من الذين سطع نجمهم قبل الحركة، التي تحولت إلى ثورة تعيد صياغة وتشكيل وجه الحياة في مصر، والأمر نفسه تم على مستوى رموز الاقتصاد من رموز نادي المتميزين في العهد البائد، وإن تأخر الاستبعاد في مجال الاقتصاد عن السياسة.

أما المتميزون من رموز الفن والأدب والثقافة والصحافة وغير ذلك، فقد اندفع أغلبهم إلى تقديم فروض الولاء والطاعة لطبقة الحكم الجديدة.

على سبيل المثال اندمج طه حسين في العهد الجديد وترأس تحرير جريدة الجمهورية التي أصدرتها الثورة لتعبر عن أفكارها وتوجهاتها.

ورئاسته للتحرير كانت اسمية إلى حد كبير، ولم يكن له يد في صناعة المحتوى الذي تحمله الصحيفة إلى القارىء.

وبدا عباس العقاد منسحباً في أحوال، منخرطاً في أحوال أخرى في المعارك التي خاضتها طبقة الحكم الجديدة ضد ما كان يوصف حينها بـ"الرجعية"، وبات أكثر جنوحاً إلى السلم، وهو الذي هتف ضد الملك بالأمس قائلاً: "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلد يخون الدستور ولا يصونه" حين حاول الملك فؤاد تعديله.

ربما كان لدى طه حسين أو العقاد إيمان أو قناعة بما يحدث، وربما آثر الاثنان السلامة بعد أن بلغا من الكبر عتيا، وأياً كان الأمر، فقد وظفتهما طبقة الحكم الجديدة كأداة لدعم قوة مصر الناعمة، والأمر نفسه ينطبق على الكثير من كبار الفنانين والكتاب والأدباء والشعراء وغير ذلك، وقد انطلقت ابداعاتهم خلال فترة الخمسينات والستينات وتمددت إلى كل شبر في أنحاء مصر وإلى خارجها أيضاً داخل الإقليم العربي (أم كلثوم وفريق مبدعيها نموذجا).

آثرت قلة من أعضاء نادي المتميزين الانزواء أو الابتعاد لتمنح نفسها فرصة أكثر صفاء لرؤية وتقييم التحولات التي حدثت وتحدث في مصر.

من هؤلاء على سبيل المثال الروائي نجيب محفوظ الذي انقطع عن نشر الروايات بضع سنين، ثم عاد إلى الكتابة بعد ذلك.

ودخل رمز نسوي كبير مثل الدكتورة درية شفيق في مواجهة مسرحية مع طبقة الحكم الجديدة، وأخذت تندد بمصادرة الحريات العامة، وعدم منح المرأة حقوقها كاملة وغير ذلك.رحبت ثورة يوليو بمن انضم إلى ركابها من رموز نادي المتميزين الملكي، وأحسنت توظيفهم لخدمة بعض أهدافها، لكنها كانت تعلم ضرورة أن تشكل نخبتها الخاصة، ورموز عهدها الجديد.

وكان من الطبيعي حينها أن تلجأ لنادي "المتوسطين" وهو النادي الذي تنتمي إليه بالأصل، فالضباط الأحرار كانوا في أغلبهم من نتاج الطبقة الوسطى التي علا صوتها على مسرح الحياة في مصر بعد ثورة 1919، وقد اتخذوا بعد نجاخ ثورتهم العديد من الخطوات التمهيدية لدعم هذه الطبقة، وكذلك الطبقة الفقيرة، أبرزها قرار مجانية التعليم الجامعي، ومنح فرص متسعة للتوظف داخل دولاب الدولة.

وبمرور الوقت نما أكبر نادي لـ"المتوسطين" في مصر، وباتوا يشغلون الكثير من المراكز والمواقع، وكانت النتيجة بالطبع أن أخذ منحنى الأداء الذي كان يتسم بالتميز في السابق في الهبوط ليصل إلى "المستوى المتوسط".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انزواء وصعود انزواء وصعود



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon